الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلال سنة وخمسة أشهر أجهضت مرتين ولم يحدث الحمل حتى الآن، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم وكل عام وأنتم بخير، ومبارك عليكم شهر رمضان.

أنا سيدة متزوجة منذ سنة وخمسة أشهر، أجهضت مرتين، في الحمل الأول أجهضت بعد عدة أسابيع، والحمل الثاني بعد شهر، وكانت فترة الحمل بينهما متباعدة. أجريت عدة فحوصات ولا يوجد سبب للإجهاض، والآن مضى على الإجهاض أربعة أشهر ولم يحدث الحمل، وأتناول حبوب فوليك أسيد، فهل هناك تحاليل معينة توضح سبب الإجهاض؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sama حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الإجهاض المتكرر له أسباب عديدة: من بينها خلل الكروموسومات أو الجينات الوراثية، وإذا حدث أي خلل في الشفرة الوراثية للجينات، فإن ذلك يؤدي إلى تكون جنين به بعض الأمراض الوراثية، ويصبح غير قابل للحياة وقد يموت الجنين في الشهور الأولى، وقد يظل حتى الثلث الثاني من الحمل، ولذلك ننصح دائما بتأجيل الحمل بعد الإجهاض الأخير لمدة 6 شهور على الأقل، للتخلص من آثار الحمل الأول، ونسيان تجارب الحمل السابقة.

كذلك فإن أمراض الفيروسات مثل: CMV وكذلك مرض Toxoplasmosis، من الأمراض التي تؤدي إلى الإجهاض المتكرر، كذلك فإن الالتهابات المزمنة في الحوض والفرج من بين أسباب الإجهاض المتكرر، ولذلك يجب المتابعة مع الطبيبة المعالجة، وفحص هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض وهرمونات الغدة الدرقية، حيث أن الكسل في وظائف الغدة الدرقية يؤدي إلى الإجهاض، وفحص الأجسام المضادة لمرض الفيروسات CMV، والمرض المتعلق بالقطط Toxoplasmosis، ومتابعة المبايض والرحم بالسونار، لمعرفة حالة المبايض وهل هناك تكيس أم لا؟

ولإعادة التوازن الهرموني وإعادة بناء بطانة الرحم، يمكنك تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصاً واحداً مرتين يومياً، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور، مع العلم أن هذه الحبوب تساعد في تثبيت الحمل في حال حدوثه، ولا خوف على الجنين من تناولها، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يومياً بعد الغذاء والعشاء؛ للمساعدة في علاج التكيس، وضبط مستوى الهرمونات وتنظيم الدورة الشهرية، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، والاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.

مع التزام الدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً