الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاكل بين أهلي وأهل زوجي سبب تعاستي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة من ابن خالتي منذ 6 سنوات، ومن ثاني سنة زواج بدأت المشاكل بين أهلي وأهل زوجي، وتصاعدت حتى انتهت بالقطيعة من الطرفين، وأنا منعت من مكالمة أهلي، علما أنهم في بلد آخر، وأنا أعيش مع أهل زوجي في بلد آخر، وأنا لم أرهم منذ تزوجت.

رجعت أكلمهم بعد سنة، وفي وجود زوجي، ومرة في الأسبوع، ولكن المشاكل مستمرة من قبل أهل زوجي، والآن يطلبون منه أن يمنعني من محادثة أهلي، وإلا سيغضبون عليه، وزوجي حائر بين منعي عن أهلي فيكون سببا في قطع الأرحام، وبين غضب والديه عليه، أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصل الأرحام واجب، وقطعها محرم، يقول الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (بروا أرحامكم ولو بالسلام)، ومن المفترض أن تسعيا أنت وزوجك للإصلاح بينهم، وأن تدخلوا بعض أصحاب الوجاهات والحكمة ورجاحة العقول من أهلكم للإصلاح بين أسرتيكما، ولا يجوز لأهل زوجك أن يمنعوك من الاتصال بأهلك، ووصلهم بالسلام، مهما كانت المشاكل بينهم، كما لا يجوز لزوجك أن يمنعك، إلا إذا كان في وصلهم إهدارا لحقوقه الزوجية، وفي حالتك ليس فيها أي إهدار لحقوقه، ثم كيف لو أن أهلك قالوا لك إن تواصل زوجك مع أهله فنحن غاضبون منك، وسوف ندعوا عليك، كيف ستكون حياتكما، فيجب أن تُجنب حياتكما مشاكل الأسرتين، وعليكما أن تجتهدا في الصلح.

وتفاديا لحدوث مشاكل بين زوجك وأهله، فيمكنكما الخروج خارج البيت، والاتصال بأهلك بالراحة من خارج البيت، سواء كل أسبوع أو أسبوعين، أو حتى في الشهر مرة واحدة دون أن يعلم أهله، وغضب الأهل فيما لو علموا لا يضر به؛ لأنه في غير محله، بل إننا نخشى من غضب الله عليهم، كونهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقطعون الرحم.

أسأل الله تعالى أن يصلح ذات بينهم، وأن يلم شعثهم، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب omoways

    دائما على الانسان بصبر فالحياة امتحانات يجب ان نمر بها فلدلك يجب ان ننجح بها فيما يرضي الله ونصبر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً