الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة وأحببتها وأحب الزواج بها، كيف أتقدم لخطبتها؟

السؤال

السلام عليكم
الدكتور الفاضل أحمد الفرجابي، أسعد الله أوقاتك بكل خير وبركة.

سأحكي لك قصتي، أخي الفاضل، وأتمنى من الله ثم منكم المساعدة.

أنا شاب بعمر 23 سنة، غير متزوج، تعرفت على فتاة عبر التواصل الاجتماعي، وأحببتها حباً جماً ونتحدث يومياً، بل كل وقتنا مع بعض، من خلال التواصل الاجتماعي، وقد عرفت اسم الفتاة وعائلتها وقبيلتها، ولي الآن معها 8 أشهر، وعرفت عنها كل شيء، وحتي هي تعرف عني كل شيء.

أخبرت الفتاة بأني سأتزوج منها، بإذن الله، ولكن إذا انتهينا من الدراسة، فكيف أتقدم لخطبة الفتاة؟ لأني أريد زواجها على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

كيف أخبر أهلي بذلك؟ أعرف أنه فعل خطأ ولكن وقع، والحمد لله على كل حال، كيف أتقدم لخطبة الفتاة؟ ما هي الطريقة السليمة والمسلك السليم لخطبتها من دون علم أهلها أنها كانت تتحدث معي؟

بارك الله فيكم وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسال الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يجمع بينك وبينها بالحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أحسنت بحرصك على إخفاء سابق المعرفة، ولابد من إخفاء طريقة التعارف، فمجتمعاتنا لا تقبل هذا التواصل الخفي، مهما كان نظيفاً، ومهما كانت أهدافه ومقاصده ونهاياته.

لذلك فنحن ننصحك بنقل التعارف الخفي إلى عالم الواقع، وذلك بالسعي للوصول إلى اهلها، وطرق الأبواب، وإذا كانت الفتاة في مدينتك فالأمر سهل، وإن كانت في مدينة أخرى فلا بد من الذهاب لتلك المدينة، والتعرف على محارمها، والوقوف على أحوال أهلها، ليكون في ذلك تمهيد لإعلان الزواج، ولا شك أن دور أخواتك أو عماتك أو خالاتك في التعرف على الفتاة كبير، كما أن الوصول إلى أخيها أو إلى عمها أو خالها مما يقصر الطريق، وسوف يظهر للناس أنك تعرفت عليها من خلال عمها مثلاً، أو أنك تزوجتها ولخالتك معرفة بها وبأهلها، وهكذا.

في حالة القبائل فإن مصادقة أي رجل من قبيلتها قد يكون فيه مدخل جيد، وهذا النقل للعلاقة الواقعية مفيد في كل الأحوال، لأن معرفة الانترنت تظل قاصرة، وإذا كان للفتاة مكان عمل أو دراسة فسيكون الأمر أيضاً ممكناً، وكثير من الناس يراجع إدارة حكومية فيجد موظفة محترمة، ثم يسأل عن محارمها ويطرق باب أهلها، والميل والحب تكفي فيه كلمة أو نظرة أو موقف أو معاملة حسنة.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تفكر جيداً حتى تحدد الطريقة المثلى لإتمام العلاقة بالطريقة الصحيحة الشرعية والمناسبة أيضاً لما اعتاده الناس، فإن السباحة ضد التيار متعبة، والأهم من رأي الناس هو تطبيق القواعد الشرعية التي فيها بعد عن الريبة، وكون العلاقة بدأت بالنت لن يضر كثيراً، إذا تم التصحيح بوضع العلاقة في الاتجاه الجاد العملي عبر المجيء للبيوت من أبوابها، وسيجد كل طرف من يمكن أن يساعده من أهله.

سعدنا بتواصلك ونسأل الله أن يوفقك، وأن يجمع بينكم على الخير، وأن يقدر لكما الخير ثم يرضيكما به، ولا نملك إلا أن نكرر النصح بضرورة تحري الخطوات الشرعية الصحيحة، وإيقاف أي خطوة لا ترضي الله، ولكم منا خالص الدعاء بالتوفيق والسعادة والهناء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً