الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يؤنبني ضميري على التفريط بفتاة كنت أريد الزواج بها.. ماذا عساي أن أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على جهودكم.

أحببت فتاة عفيفة تخاف الله لسبع سنوات نحاول من خلالها الزواج من بعض، ولكن أهلي يمنعوني من ذلك لكرههم لأهلها بسبب خلافات قديمة، لم أبلغهم عن علاقتنا قط؛ لأنني لا أطيق ذلك، ولا أريد أن أزيدهم غضباً، بل اكتفيت بالحديث معهم عنها لعدة مرات أبديت من خلالها رغبتي بالزواج منها، ولكني أواجه رفضا شديدا من والدتي بالتحديد، والتي تفور غضباً في كل مرة أحدثها عن الفتاة، والدتي امرأة شديدة القلق بطبعها، مصابة بمرض الضغط والقلب، في الستين من عمرها، يعلم الله أني أخاف على صحتها، لذلك أتحاشى التصعيد معها في موضوع الزواج هذا.

الفتاة كنتُ قد أبلغتها عدة مرات عن هذا كله، وأنه من الأفضل لنا أن نبتعد، لكنها تصر على أن أجدد المحاولة في كل مرة، أرجع أحاول، بلا نتيجة، يتقدم لها الخطاب، ترفضهم، أخاف على مستقبلها، وأقلق عليها قلقا شديدا، أكلم أهلي وأواجه الرفض التام من والدتي، ووالدي كذلك، وهكذا، تطلب مني أن أدخل في صراع معهم وأن أصارحهم بعلاقتنا، لكني لا أقوى على ذلك.

أولاً: بسبب خوفي على صحة والدتي، وثانياً: لأنني أكره أن أراهم مجبرين غير سعيدين بزواجي، الآن البنت خطبت، أصررت أنا على أن لا ترفض، وأنه قد يكون هذا الرجل تقي يمحي غمها وهمها ويسعدها؛ ولأني أخاف الله فيها وأخاف على مستقبلها وغير ضامن من الزواج منها بعد 7 سنوات بلا جدوى.

استنكرت كلامي وبكت واتهمتني بالتخلي، جلست مع من تقدم لها في الخطبة؛ لأني أصررت على ذلك، ارتاحت له، وتمت خطبتها خطبة رسمية بموافقة الطرفين، الفتاة راضية تماماً، مطمئنة نسبياً، وهم في طريقهم لكتب الكتاب، وأسأل الله أن يوفقهم ويسعدهم.

الآن بعدما لامتني على ما جرى بسبب تقصيري -حسب قولها- وعدم إصراري على الزواج منها، أصبحت أشعر لفراقها باكتئاب وحزن شديدين، أشعر بالوحشة حتى مع الناس، يؤنبني ضميري أحياناً، وأفكر إني كنت فعلاً لم أسع بما فيه الكفاية للزواج منها، يصفني أهلي بأني قاس القلب أحياناً، لكني للأمانة أجد نفسي أجهش بالبكاء ليلاً في سجودي، وفي منامي، فماذا عساي أن أفعل؟

جزاكم الله خيراً، وهل أحتاج لاستشارة نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: إن كان جرى منكما شيء أنت وخطيبتك مخالف للشرع خلال تلك الفترة، فيجب عليكما التوبة والاستغفار منه؛ لأن مجرد الخطبة لا يبيح للرجل من المرأة الأجنبية أي شيء محرم.

وثانيًا: ما فعلته هو الصواب حيث راعيت حق الوالدين، وأحسنت إليهما بذلك التصرف وتنازلت عن حقك من أجلهما، فأنت مأجور -إن شاء الله- على ذلك.

ثالثا: طالما خطبت المرأة وارتبطت بشخص آخر، فالواجب عليك نسيانها تماما وعدم تذكرها، أو الاسترسال في خواطر نفسك حولها، فهذا أول طرق العلاج لما يصيبك من اكتئاب.

رابعا: يحب عليك الاسراع في البحث عن الزوجة المناسبة المرضية لك ولوالديك والتعجيل بخطبتها، ثم الزواج منها حتى تحل في قلبك محل تلك التي تركت، ولا تظل خاويا بدون زوجة، فإن النفس ستظل معلقة بالسابقة وتعيش حالات غير مستقرة.

خامسا: كلما شعرت بالقلق والاكتئاب اهرع للصلاة والاستغفار والذكر وقراءة القرآن، فهو خير علاج لهذا الأمر.

أسأل الله العظيم رب العرش أن ييسر أمرك ويرزقك الزوجة الصالحة والذرية الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت ..

    للأسف بعض اولياء الأمور يعلم أهمية برهم فيتعسف و لا يعين ابناءه على بره فيتجاهل أن زواج الإبن/البنت هو موضوع يخص الإبن/البنت ذاتهم اما دور الوالدين فهو النصح فقط وليس الإكراه أو احساس الأبناء بتأنيب الضمير و اشراك مشاكلهم العائلية القديمة في عملية اختيار الزوجة/الزوج فما ذنب الأبناء. لا حول ولا قوة الا بالله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً