الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي أناني ولا يصرف علي رغم أنه ميسور الحال!

السؤال

السلام عليكم

متزوجة منذ 12 سنة؛ وكنت أرى الحياة الزوجية مشاركة وتعاوناً؛ لكن زوجي أناني، لا يتحمل مسؤوليتي ومسؤولية المنزل؛ حيث إنه ميسور الحال، ورغم ذلك أعتمد على نفسي ماديًا، وأيضًا عائلتي تساعدني في مصاريفي.

يغضبني جدًا عندما يدعي أنه لا يملك مالًا، وأنه لن يصرف عليّ، علمًا أني أطلب منه الضروريات فقط، وأيضا هو غير مديون بينما أنا مديونة للبنك، أيضًا أعاني من تدخل والده المستمر في حياتنا في جميع الأمور، من وظيفتي وزياراتي لأهلي، ورغبته في تزويج ابنه لعدم إنجابنا إلى الآن، علمًا بأنه لا يوجد سبب طبي يمنع الحمل.

عرضت عليه فكرة تبني طفل ورفض؛ لأن والده لن يتقبل الفكرة، أصبحت عصبية سريعة الغضب، قليلة الثقة به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يشرح صدرك ويفرج همك، ويلهمك الصبر، والحلم، والحكمة، والصواب.

ابتلاؤك بزوج أناني بخيل مقصر، أو متخلٍّ عن أداء مسؤولية البيت يجيز لك حق النشوز، وهو الخروج عن طاعته وشكواه إلى المحكمة، -قال تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ)، فلا يلزمك شرعًا المساهمة في مشاركته النفقة كونها من الواجبات الخاصة بالزوج، إلا أن يكون عن طيبة من نفسك، أو عن شرط بينكما باعتبار تعطيل وظيفتك عن تحقيق كمال مصالح البيت، إلا أنني لا أنصحك باستعمال هذا الحق الشرعي، وأدعوك إلى الصبر على زوجك، والسعي إلى التودد له لا سيما إذا كنت تحملين له مشاعر المودة، وكان على درجة لا بأس بها من الدين والأخلاق.

احرصي على تغييره إلى الأحسن، وإصلاحه عبر بذل كافة الوسائل المادية والمعنوية الممكنة لإقناعه، وكذا السعي إلى إقناع والده المتسلط عبر الحوار معه، أو بالاستعانة بمن تأنسين منه القدرة على التأثير عليه من صديق أو قريب أو عالم.

نعم، فإن تعدد الزوجات أمرٌ متقرر في الشرع الحنيف، لكنه مشروطٌ بالعدل، ومنه العدل في النفقة، ومثل هذا الشرط غير متوفر في زوجك معك -هداه الله وغفر له- فيستبعد توفره في حال التعدد؛ مما يحق لك معه الاعتراض لكن باللطف والرفق.

ليس لك الحق أن تبالغي في القلق، والهم، والحزن على أمور غيبية قد لا يتحقق حصولها، ومنها فرضية الطلاق، أو ضم زوجة أخرى إليك، كما أن مطالبتك له بتبني أطفال أمر جيد، لكنه ليس بملزم له شرعًا، إلا أن توفقي في إقناعه.

احرصي على التداوي والعلاج لدى طبيبة مختصة بشؤون العقم والإنجاب ما أمكن؛ فإن ذلك مما يحصل السكن النفسي، والسعادة والاستقرار، وهو من أعظم مقاصد الزواج (لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

الله الله في لزوم الدعاء، والذكر، وقراءة القرآن، والصحبة الصالحة، والصبر، والستر، وحفظ السر، وحسن العشرة، والثقة بالله وقرب فرجه، وحسن الظن به -سبحانه وتعالى-، فهي الطريق إلى راحة النفس وطمأنينة البال، وتغيير الحال وحصول المقصود، وثبوت الأجر والثواب.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً