الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي كانت فصيحة ثم أصبحت تعاني من التأتأة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي بنت عمرها 3 سنوات و 10 أشهر، عندما بدأت الحديث كان كلامها فصيحا وتتحدث بشكل طبيعي مثل أي طفل بعمرها، لاحظت منذ فترة -قبل شهرين تقريبا- أن لديها تأتأة في كلامها، في البداية كانت تأتأة خفيفة جدا ولكن بدأت تزداد معها مثلا عندما تريد أن تنادي والدها تقول ب ب ب بابا وهكذا، فما العمل معها؟ هل فعلا لديها اضطراب في اللغة والكلام؟ وإذا كان فعلا لديها لماذا لم يظهر عندما بدأت تتحدث؟

علما أنها ابنتي الأولى، والآن أنا حامل وهي تعلم أن هناك مولودا جديدا قادما في العائلة، وإذا كان سبب التأتأة لديها قدوم المولود فما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معها لإخفاء التأتأة في حديثها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

نعم يمكن أن تكون بعض صعوبات النطق كالتأتأة عرضا لبعض الأمور النفسية كالقلق، وهذا ما يفسّر أن هذه الصعوبة عند هذه الطفلة لم تبدأ مع بداية النطق، ولكن ربما هناك أمر لا تشعر معه الطفلة بالاطمئنان والراحة، مما يمكن أن يفسّر هذه التأتأة ببعض الحروب كحرف الباء كما ورد في سؤالك.

من الصعب الجزم بأن قدوم المولود الجديد هو سبب هذا القلق عند طفلتك، إلا أنه يفيد الانتباه إليه على كل الأحوال، ومما يمكن أن يعين أن تتحدثي معها عن أخيها/ أختها الجديدة وكيف أنهما سيحبان بعضهما، وقولي لها بأنها سوف تساعدك في رعاية هذا القادم الجديد، وأن طفلتك لطيفة وتحب الناس ومساعدتهم... وهكذا، ارسمي في مخيلتها بأنها الطفلة الراعية للآخرين، ويمكنك أيضا نقل بعضا من هذه المعاني من خلال قصص مماثلة من عالم الحيوانات والطيور، وكيف أن الأرنب الصغير مثلا كان يحب أخيه الصغير وحتى قبل ولادته.

ومما يفيد أيضا في موضوع التأتأة أن تتعاملوا مع الطفلة بالكثير من الهدوء والتروي، فلا تنتقدوها على تأتأتها، ولا تستعجلوها في الكلام، فهذا لا يزيدها إلا تأتأة، بينما الهدوء والتروي يُشعرها بالاطمئنان والسكينة؛ مما يحسّن عندها الكلام.

ونصيحتي الأخيرة، ونظرا لصغر سن الطفلة: إذا لم تلاحظوا تحسنا خلال الأسابيع القادمة، فلا مانع من استشارة أخصائية نطق؛ فمن المفيد أخذ رأيها في تقييم الحالة والخطة العلاجية، وبعض النصائح للوالدين والأسرة، وحسب ظروف هذه الأسرة.

ومن المعروف أن معظم الأطفال الذي لديهم صعوبات نطق في الطفولة المبكرة يكبرون ويتجاوزون هذه الصعوبة، ولا تترك عندهم أي آثار جانبية.

وفقكم الله وحفظ طفلتكم والمولود الجديد من كل سوء، وأقرّ بهم أعينكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً