الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع ناجم عن التوتر والقلق يلازم حياتي، ولا أعرف السبب

السؤال

السلام عليكم

أعاني من صداع ناجم عن القلق والتوتر، وأعلم أنه الصداع التوتري، للأسف طبيعة شخصيتي حساسة جداً من كل ما يحدث حولي، والقلق والتوتر أصبحا أصدقائي منذ أن تزوجت، وتحديداً منذ أن رزقني الله بالمولود الأول، أصبحت آخذ الأمور على أعصابي وينتج عنه قلق شبه دائم يرافقني في حياتي.

ذهبت لأكثر من طبيب نفسي، ووصف لي الأدوية اللازمة، وعندما آخذها تتحسن الحالة، ثم بعد فترة عند حدوث أي موقف بسيط أو أي شيء يساعد على التوتر يأتيني الصداع مرة أخرى، تعبت جدا منه ولم أعد أتحمله كما السابق، ولم أعد أعلم ماذا أفعل؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

الصداع التوتري علَّة منتشرة وشائعة، وهو بالفعل مزعج جدًّا لصاحبه، ولكنّه ليس خطيرًا من الناحية الطبية.

التوتر والقلق وحساسية الشخصية والكتمان هي العوامل الرئيسية التي تُسبب هذا النوع من الصداع، ولكن تُوجد عوامل أخرى تُساعد كثيرًا في إثارته، ولذا يجب أن تكون العملية العلاجية عملية متكاملة، بمعنى أن إزالة الأسباب بكلياتها وتفاصيلها ستكون هي جوهر العلاج.

ومن هذا المنطلق أودُّ أن أقدِّم لك نصائح بسيطة لكنها مهمَّة جدًّا:
أولاً: يجب أن تُراعي الوضعية التي تنام فيها، من المهم جدًّا أن تكون الوسائد أو المخدات من النوع الخفيف وليس المرتفع ولا جامدة صلبة، لأن وضعية الرأس مهمَّة جدًّا، ويجب أن تكون مستوية مع الكتف، بهذه الكيفية تُقلِّل جدًّا من انشداد عضلة فروة الرأس، وهي عضلة كبيرة جدًّا، ولها علاقة قوية جدًّا بعضلات الرقبة والصدر.

قطعًا نم على شقك الأيمن، وكن حريصًا على أذكار النوم، هذه - أخي الكريم - ملاحظة بسيطة، ولكنّها مهمَّة جدًّا.

الأمر الثاني لعلاج هذا النوع من الصداع هو: أن تتأكد قطعًا أنه ليس لديك مشاكل في النظر أو في الأذنين أو في الجيوب الأنفية، أو في فقرات الرقبة.

ثالثًا: كن حريصًا أن تُعبِّر عن نفسك، لأن الكتمان يؤدي إلى التوتر الداخلي، وهذا التوتر ينعكس ويتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر في جسم الإنسان هي عضلة فروة الرأس، لذا ينشأ هذا الصداع، وأيضًا عضلات الصدر وأسفل الظهر قد تتأثر، وكذلك عضلة القولون، لذا نجد كثيرا من الناس يشتكون مما يُسمَّى بالقولون العصبي.

النقطة الثانية أخي الكريم هي: أن تكون حريصًا على نوعية الأطعمة التي تتناولها، كثير من الذين يُعانون من الصداع التوتري القلقي قد ينشأ ويُثار من خلال تناول الأجبان مثلاً، لأنها تحتوي على مادة تُعرف باسم (تيرامين Tyramine) قد تُثير الصداع، البعض أيضًا قد يأتيه الصداع من كثرة شرب القهوة والشكولاتة، وكذلك شُرب المكونات الأخرى التي تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين مثل الشاي وكذلك البيبسي والكولا، وحتى تناول المسكنات بكثرة يُثير هذا الصداع.

إذًا احرص على نظامك الغذائي، هذا أمرٌ مهم جدًّا.

النقطة الرابعة هي: أن تحرص على ممارسة الرياضة، الرياضة تُعتبر استرخائية لجسم الإنسان وعقله وفكره، ومن خلال ذلك يُمنع التوتر.

نقطة أخرى مهمَّة أخي الكريم: كن مُعبِّرا عن نفسك، وتجنب الكتمان - كما ذكرنا - وأحسن تواصلك الاجتماعي.

الوصفة الأخرى والمهمة هي: أن تُطبق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين استرخاء العضلات والتنفُّس التدرُّجي، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتُطبِّق ما بها من تعليمات، فهي مفيدة.

النقطة الأخيرة: كن إيجابيًا في تفكيرك، وأود أن أصف لك أيضًا علاجًا بسيطًا، وهو الـ (موتيفال) وهو متوفر في مصر، حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمرو مكي

    جزاكم الله خيرآ ربنا يبارك فيكم يارب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً