الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة المناسبة لإقناع مريض الفصام بالعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

والدتي تعاني من الفصام، كثيرة الشكوك بالآخرين وأن هناك من يريد تسميمها، وتقوم باتهامهم بأفعال لم يفعلوها، وتأتيها أفكار بالعظمة مثل أن جدي كان ملكا، ويملك الكثير من الأموال.

وغالبا ما تضحك أو تبتسم بلا سبب، وعندما نسألها تقول بأنها تذكرت شيئا، وتأتيها فترات من الشعور بالتعب والخمول والسرحان، ومع ذلك فهي تؤدي واجباتها من الاهتمام بإخوتي كأم، والواجبات الدينية، والحمد لله تبدو طبيعية جدا إلا عندما يبدأ أحد بالحديث معها.

بدأت هذه المعاناة بعد ولادتها بأخي سنة 2010، وصف لها الطبيب رسبال لعامين، ولكنها قطعته وانتكست مرة أخرى، وبدأته ثم قطعته مرة أخرى لعدم رؤية حاجتها إليه ولآثاره الجانبية، ثم انتكست مرة أخرى، ولكنها رفضت تماما تناول الدواء، وجربنا حقن رسبال أيضا فرفضت أخذها، وبدأنا نضع لها الدواء في العصير والحليب، لكنها اكتشفت ذلك، وغضبت، وقالت بأنها ليست مريضة، وليست بحاجة لذلك، وهي مقتنعة تماما أنها ليست مريضة.

فهل هذا فصام? وهل يمكن إقناعها بالعلاج؟ وكيف يمكن التخفيف من آثاره الجانبية؟ وهل ستشفى تماما?

وجزاكم الله كل خير..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nadeen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح من الاستشارة التي كتبتها أن والدتك تُعاني من اضطراب ما من اضطرابات الذُّهان، والفصام هو نوع من أنواع الذُّهان، ولكن لا يمكن تشخيص الفصام من هذه المعلومات البسيطة التي وردتْ في الرسالة، فلابد من الكشف على المريض وفحص الحالة العقلية عن طريق اللقاء المباشر أو المقابلة المباشرة، ثم بعد ذلك يمكن الجزم بتشخيص والدتك، ولكن الأعراض التي ذكرتها تمشي في سياق الاضطرابات الذهانية، ويكون فيها ضلالات فكرية مثل الشَّك والارتياب، وأحيانًا تكون هناك هلاوس سمعية – أخي الكريم -.

للأسف الشديد طبعًا معظم الأدوية لها آثار جانبية، وبالذات مضادات الذهان، وبالذات الأدوية الفعّالة، ولكن هناك أدوية آثارها الجانبية قليلة وإن كان فعاليتها أقل، ولكن في هذه الحالة يمكن استعمالها.

وهناك طريقتان طبعًا في العلاج: إمَّا محاولة إقناع المريض باستعمال الأدوية لمصلحته، دون أن نذكر أو نناقش المريض في طبيعة المرض، وهذا طبعًا يتأتَّى إمَّا عن طريق الطبيب، أو أحيانًا الممرض أو الأخصائي النفسي يلعب دورًا في هذا الشأن، ولكن في النهاية إذا فشلتْ كلُّ الطرق في جعل المريض يأخذ الأدوية بنفسه فلابد من اللجوء للإبر، وهناك إبر وحقن الآن فعّالة في اضطرابات الذهان، إبرٌ مضادةٌ للاكتئاب، تُعطى كل أسبوعين، أو كل شهرٍ، وهذه الإبر يجب طبعًا إعطائها بالقوة، يُغصب المريض على أخذ هذه الإبر؛ لأن هذا في مصلحته، لأنه لو تُركَ المرض بدون علاج فقط تسوء حالة المريض، وقد تتدهور حالته، فيضطّر الطبيب إلى إعطاء العلاج غصبًا عن إرادة المريض، وهذا طبعًا دائمًا يتم بعد تقييم الوضع، وهذا من اختصاص الطبيب النفسي، وهو الذي يُقرِّر إذا كان مُهمًّا أو واجبًا أن يُعطى المريض العلاج إجباريًّا أو لا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً