الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب ارتفاع بروتين بيتا في البول؟

السؤال

السلام عليكم

أجريت اختباراً سنوياً من طرف العمل، وجميع النتائج وفحص الدم كلها سليمة.

بالنسبة لاختبار البول خلال 24 ساعة: البروتين بيتا 2 (٠،١٢)، والقيمة ما بين (٠،٣-٠،١٠) أي مرتفع عندي ب 0.02 ، مع العلم أن اختبار البول في الصباح جاء سلبياً، فما هو سبب هذا الارتفاع؟ وهل هناك خطر بالإصابة بأي مرض -لا قدر الله-؟ وهل يجب عمل اختبار آخر؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: إذا ما فهمتك جيداً، فإن نسبة بروتين المايكوغلوبيولي بيتا عندك هو بنسبة 0,12 في المئة، وإن النسبة الصحيحة هي 0 – 0,3 في المئة، فهل نسبة البروتين عندك في هذه الحالة تقع ضمن النطاق الطبيعي؟ أليس كذلك؟

لنبدأ أولاً بذكر أن بروتين المايكروغلوبيولين بيتا يتواجد في جدار معظم الخلايا ذات النوايا في جسم الإنسان، ويتم التخلص منه عن طريق الكلى، وكما هو معلوم فإن له نسبة معينة في البول، وهي ضئيلة جداً لدى الأشخاص السليمين، ولذا فإننا نلجأ أحياناً لقياس هذا البروتين بعد أن نطلب من المريض أن يجمع لنا بول 24 ساعة، وذلك بشرط أن يقوم الإنسان في الصباح بالتبول الطبيعي في المرحاض، وإفراغ المثانة كلياً، ثم قياس الوقت أو الزمن، وتسجيله، وأن يقوم بعد ذلك بتجميع كل قطرة بول لديه في إناء خاص، وذلك لمدة 24 ساعة بالضبط، تنتهي في اليوم التالي في نفس الوقت الذي ابتدأ فيه بتجميع البول.

هنا يجب التنويه إلى أن الوعاء المستخدم لتجميع البول يجب أن يكون مستجلباً من المختبر الطبي، وأن يجتهد المريض في حفظ البول المجمع في منطقة باردة وبعيدة عن الشمس، (وقد نطلب أحيانا من المريض بأن يحفظ العينة في الثلاجة!).

لكن لماذا نلجأ لمثل هذا الفحص؟
يستخدم هذا الفحص لمتابعة بعض الأمراض النادرة، مثل: أورام الملتبل مايلوما، وسرطان الدم الليوكيميا، وسرطان الأنسجة الليمفاوية الليمفوما، وكذلك بعض الأمراض الفيروسية الخطيرة مثل: الإيدز، وبعض الأمراض الشديدة الندرة مثل: متلازمة ويلسون، أو التعرض للتسمم بالكادميوم أو الزئبق، وقد يستخدم الفحص أيضاً لتشخيص بعض حالات خلل الأنابيب الدقيقة في الكليتين، وبخاصة لدى مرضى نقل الكلى، وتأثر كلى المرضى المعرضين لغسيل الدم للإصابة بالامايلودوسس، وكذلك أمراض الكبد المزمنة، وهي حالات نادرة جداً، ولا أعتقد أنك تعاني من أي منها نسبة لصغر سنك، وسلامة باقي فحوصاتك.

ثم إن فحص الدم أوقع وأسلم لمتابعة هذه الأمراض؛ لأن نسبة هذه المادة تكون أكبر بالدم، وفي ظروف نادرة قد يلجأ الأطباء لفحص نسبة هذا البروتين في سائل النخاع الشوكي، وذلك بأخذ عينة من الظهر.

هنا يتوجب علي أن أشير إلى أن هذا الفحص لا يستخدم عادة لتشخيص أي من العلل أعلاه، بل يستخدم كوسيلة متابعة للعلاج والاستجابة عند إجراء بعض التطبيبات لمثل هذه الحالات، والتفسير لحدوث زيادة بسيطة في الفحص لدى بعض الأشخاص، وكيف توصل العلماء للنسبة الطبيعية لأي فحص كان؟

هذه النسب تمثل 95-97% من المجتمع الطبيعي، وأما بقية الـ 3-5% قد تكون النسب لديهم خارجة من هذا المتوسط، ولكنهم أشخاص عاديون جداً، وطبيعيون تماماً، وتتم هذه الحسابات باستخدام طرق إحصائية علمية يعرفها كل من درس هذه العلوم، ومعنى هذا هو أنه ليس كل من وجدنا عنده ارتفاعاً أو نقصاً طفيفاً في الفحص المجهري بالضرورة يعاني من خلل أو علة ما، ويستطيع الطبيب ببساطة التأكد من عدم معاناتك من أي مرض خبيث، وذلك بإعادة الفحص أولاً، وإجراء الفحص للدم، وبعض الفحوصات المجهرية والإشعاعية عند اللزوم، ولا يحتاج إلى هذه الأخيرة إلا عدد ضئيل جداً من الأفراد.

بعد هذه الاستفاضة أعد الفحص وانس الموضوع، حفظك الله ورعاك، وأراح بالك يا بني.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً