الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد معرفة المدة العلاجية والاستمرارية للأدوية النفسية، فأنا مريض بالوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأستاذ د/ محمد عبدالعليم تحية طيبة من القلب، وكم يشتاق الواحد منا إلى التواصل معك مهما مر الوقت، فكم أنا سعيد أنني سأتواصل معك رغم مرور الكثير من الوقت على آخر استشارة، ولكي لا أطيل عليك لدي وسواس قهري مزمن أكثر من 25عاما، مصحوبا بأفعال خاصة بالعبادات والطهارة.

تعالجت كثيرا، وكانت حدة القلق تقل بشكل كبير، ولكن الفكر الوسواسي مع الأفعال مستمر، وقرأت لحضرتك استشارة عن الوسواس المطبق والمزمن يتعالج بدواء البروزاك مع الفارين، وجرعة صغيرة من الانفرانيل، كنت أتناول دواء الفيلوزاك كبسولة واحدة فقط.

وبعد قراءتي الاستشارة بدأت بتناول كبسولتين فيلوزاك صباحا، و50 ملجم فافرين، و25ملجم
انفرانيل، فهل ذلك صحيح للوسواس المزمن والمطبق؟ وما هي المدة العلاجية والاستمرارية لهذه الأدوية؟ وهل هناك تعديلات للجرعات أو إضافة أدوية أخرى؟




الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك أخي في الشبكة الإسلامية..
وأشكرك على كلماتك الطيبة، ونحن حقيقة سعداء بتواصل الإخوة الكرام من أمثالك، نسأل الله لك العافية والشفاء يا أخي الكريم، وأنا أبشرك أن الوساوس مهما كانت مزمنة يمكن علاجها، العلاج الدوائي، العلاج السلوكي، العلاج الاجتماعي هذه كلها أصبحت الآن متوفرة وهنالك وعي وإدراك كامل لفائدتها وأهميتها، وأهم قرار يتخذه الإنسان في علاج الوساوس هو أن يقرر وبكل حسم وعزم ومصداقية أن لا يكون الوسواس جزءاً من حياته هذا قرار مهم جداً، لأن بعض الناس ليس لهم مانع أن يتعايشون مع الوسواس، نحن نقول لا القرار يجب أن يكون لا وسواس في حياتي.

وهذا الرفض القوي مع القصد والعزم في حد ذاته يعتبر فاتحة ممتازة جداً لنجاح العلاجات، سلوكية كانت أم دوائية، ويا أخي على النطاق السلوكي يجب أن تحقر الوسواس، يجب أن تصرف انتباهك عنه، ويجب أن تربطه دائماً بشيء منفر بشيء مضاد له، وأيضاً تسعى دائماً أن تتخلص من الفراغ الزمني والفراغ الذهني، وتشغل نفسك بما هو مهم، هذه يا أخي أسس علاجية مطلوبة ومفيدة.

بالنسبة للعلاج الدوائي بالفعل البروزاك زائد الفافرين زائد الانفرانيل وفي بعض الحالات المقاومة نضيف أيضاً الرزبيردون بجرعة 1 مليجرام ليلاً، فأنا الآن أقترح عليك أن تستمر على الفلوزاك بجرعة 2 كبسولة صباحاً، وأن تجعل الفافرين 100 مليجرام بدل 50، وتجعل الانفرانيل 25 وتستمر على هذه الجرعة وبعد شهر إذا لم يحدث تحسن ملحوظ تضيف الرزبيردون بجرعة 1 مليجرام، هذه يا أخي سوف تكون تركيبة دوائية فاعلة جداً وسليمة جداً وهي لم تخرج من النطاق السليم للجرعة، وتستمر عليها كما هي تبدأ في تخفيض الدواء ثلاث أشهر بعد التحسن الكامل، ويكون التخفيف تدريجياً جداً وليس على عجل.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، ونحن سعداء جداً يا أخي بتواصلك معنا.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً