الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من وساوس الشك والقلق؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني منذ الصغر من وساوس كثيرة، ولكن لم أكن أعلم أنه وسواس، وكان يختفي في رمضان، أصبت بوسواس جنسي، وبدأت بالبحث والتعمق في الإنترنت عن الوساوس، فكنت كلما قرأت عن وسواس أوقعته على نفسي، ولدي قلق توقعي، تخطيت وساوس كثيرة، ولكني عالق في وسواس الفصام، وصديقي مصاب به، فصرت أقرأ عن الفصام، وصرت أراقب أفكاري وأجادلها، وصرت أخاف من الأفكار السلبية وأطبقها مثل الشك في خطيبتي، وفكرة أن شخصا وضع السم في طعامي، ولكني أتجاهل وأكمل طعامي، وأصبحت أفكر في كل شيء بطريقة وسواسية، مثلا أفكر أن شخصا يتكلم عني، وأشك في خطيبتي، لكني أتجاهل هذه الأمور ولا أتأكد منها، لأني أعلم أنها وساوس.

وأشعر بقلق، وأتجنب النوم النهاري، لأني أفقد القدرة على التحكم في عقلي وأفكاري، ولا أنام إلا مساء، وأعاني من هلاوس وتخيلات كثيرة ومزعجة، وذهبت لطبيب فوصف لي فافرين 150 مغ، ولم أستفد منه، فضاعفت الجرعة.

آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أيها الفاضل الكريم: طبيعة الوساوس القهرية أن تتبدل الأفكار وتكون مختلفة المحتوى فمرة قد تكون ذات طابع ديني، ثم تكون ذات طابع جنسي، ثم ذات طابع عنفي وهكذا، وقد تتخلل الوساوس بعض الشكوك والظنان والارتياب، لكن إذا كان مستوى الشك شديدا وكذلك الارتياب شديدا؛ فهذا حقيقة يجعلنا حذرين جداً، لأن الفصاميات من سماتها الشكوك الظنانية الشديدة، طبعاً أنا لا أقول إنك تعاني من مرض الفصام لكني وددت أن أنبه لحقيقة أن ما يسمى بالوساوس قد يكون غير وساوس، إنما هو شيء آخر.

في حالتك أنت ذهبت إلى الطبيب، وقطعاً الطبيب شخص حالتك بأنها وساوس قهرية، لذا قام بإعطائك الفافرين؛ هذا قرار علاجي سليم، والفافرين من الأدوية الممتازة، وما دمت لم تستفد منه؛ أرى أن ترجع إلى الطبيب مرة أخرى، لأن هنالك خيارات أخرى كثيرة، من أحد هذه الخيارات هو عقار الفلوكستين والذي يسمى البروزاك، دواء ممتاز جداً لعلاج الوساوس، ويمكن أن تدعمه بعقار الرسبريادون؛ حيث إنه دواء ممتاز جداً، يقهر الوساوس وكذلك الشكوك، وتحتاج له بجرعة 1 إلى 2 مليجرام، لم يكن بالإمكان أن نقول لك استمر على الفافرين وأضف إليه الرسبريادون لأنه توجد تفاعلات سلبية ما بين الفافرين والرسبريادون، الرسبريادون إذا أدخل على الفافرين يضعف من فعاليته الكثير، لكن الرسبريادون مع البروزاك أي الفلوكستين تعتبر هذه خلطة أو تمازج علاجي مثالي جداً، فيمكن تذهب إلى الطبيب وتعرض عليه ما ذكرته لك من اقتراح، وفي ذات الوقت تعامل مع هذه الأفكار من خلال تحقيرها وتجاهلها.

ودائماً الفكرة الوسواسية السلبية استبدلها بفكرة أخرى فكرة مخالفة لها، من التمارين السلوكية الجيدة أيضاً ما نسميه إيقاف الأفكار حين تأتيك هذه الاكترارات والأفكار الوسواسية لا تدخل في تحليلها أبداً، إنما ابدأ مباشرة بمخاطبة الفكرة قائلاً: قف قف قف، أنت فكرة حقيرة لن أهتم بك أبداً. وتغير انتباهك تماماً إلى فكرة مضادة، هذه تمارين جيدة ومفيدة جداً.

حاول أن تتجنب الفراغ؛ لأن الفراغ يؤدي إلى القلق إلى التوتر إلى الهواجس وأحلام اليقظة السلبية وكذلك الوساوس، تجنب النوم النهاري، احرص على النوم الليلي المبكر، وأرجو أن تتواصل معي بعد أن تذهب وتقابل الطبيب فيما يتعلق بتغيير الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن عبدالقادر الحسني

    شكرا لكم وبارك الله فيكم على هذا العلم العظيم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً