الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدان شهية وضيق ووسوسة وشعور بالغربة، ما تشخيص ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رمضان الماضي وبالتحديد في ليلة القدر وقت الإفطار، تناولت وجبة اليوم السابق، وشعرت بثقل ولم أبال، وقبل الفجر أحسست بمغص وإسهال، وبعدها أحسست بدوخة واعتقدت أنه هبوط في الضغط، غفوت قليلًا وبعد ساعة استيقظت بشعور رهيب وتنميل في كافة جسدي، وقفت بصعوبة وذهبت إلى المستشفى بسرعة وأعطوني المصل، بعدها عدت إلى البيت وأكملت يومي بشكل طبيعي، وكنت متعبة.

مارست حياتي الطبيعية، وبعد شهرين قبل عيد الأضحى بأسبوعين فقدت شهيتي واعتقدت بأنه بسبب الطقس، واعتمدت على أكل الوجبات السريعة والشبس وغيره، وفجأة حينما كنت أصلي المغرب عاودتني نفس الأعراض السابقة: ضيقة، ورعشة، وتنميل، وإسهال شديد، ولم أستطع النوم أسبوعًا كاملًا.

ذهبت إلى الأطباء وأعطوني رانيتيدين، بعدها بدأت معاناتي مع الوسوسة، وشعور بالضيق، والخوف، والهلع، مع خمول شديد، بعد التحاليل أخبرني الطبيب بأني أعاني من جرثومة المعدة بنسبة 17.

أشعر بأني تغيرت كثيرًا خلال شهرين، ونزل وزني 10 كيلوجرام، لدي أطفال وأعاني كثيرًا، كنت حنونة جداً معهم، والآن أشعر أني بلا مشاعر، ولا أشعر أنني على قيد الحياة، وأحيانا لا أعرف نفسي، ولا أعرف من حولي ولا أظهر لهم ذلك، وأمارس حياتي بشكل طبيعي، وأحاول جاهدة أن أخرج من هذا الشعور بلا فائدة.

أشعر أنني سأبقى هكذا للأبد، أخاف أن أجن من التفكير، أصحو الفجر وأشغل نفسي للمساء حتى لا أفكر، زوجي أحيانًا أشعر أنه غريب عني، حتى أهلي.

بت لا أعلم من أنا ومن حولي، لا أعلم ماذا أفعل! ليس لدي دافع لشيء، ولا رغبة مثل السابق، هل سأعود كما كنت في السابق أم لا؟

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nnn حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -سيدتي الفاضلة- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

بغض النظر عما جرى معك في رمضان وما بعده من بعض الأعراض والانزعاج، من الواضح من خلال ما ورد في سؤالك هذا ومن خلال الأعراض التي ذكرت: من فقدان الشهية، ونقص الوزن، وفقدان الرغبة والدافعية في عمل أي شيء، وإهمال نفسك، وإهمال أطفالك، والشعور الغريب بأن زوجك وأهلك غرباء، وكذلك خوفك من فقدان العقل وأن تبقي على هذا الحال مدى الحياة؛ كل هذه الأعراض إنما تشير لحالة نفسية يغلب عليها الاكتئاب النفسي، ولدي سؤال عام: هل أحد أطفالك دون التسعة أشهر، أو دون السنة من العمر؟ إذا كان هذا فربما أنت تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وإذا كان أطفالك تجاوزوا السنتين فغالباً هي حالة من الاكتئاب النفسي الذي لا علاقة له بالولادة، وكلا الحالتين سواء كان اكتئاب ما بعد الولادة أو اكتئاب نفسي لا علاقة له بالولادة؛ هي حالة تحتاج للتقييم السريع لوضع التشخيص، ومن ثم بداية العلاج الفعال، والذي لا بد أن يكون علاجاً دوائياً تحت إشراف الطبيب النفسي.

أختي الفاضلة: أنصحك بشدة مصارحة زوجك أو أحد أفراد أسرتك بما تشعرين به، ولا بأس أن تريهم جوابي هذا ليقرؤوه ويقومون بالواجب من تحديد موعد لك مع العيادة النفسية؛ لنقوم بالتشخيص والعلاج الفعال.

أختي الفاضلة: أرجو أن لا تترددي أو تتأخري في هذا؛ فحياتك في خطر، وكذلك حياة أطفالك، أدعو الله تعالى لك بسرعة الشفاء والمعافاة، ونسمع -بإذن الله تعالى- أخبارك الطيبة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً