الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصابة بالقلق الاجتماعي ولدي مقابلة شخصية..ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحبة هذه الاستشارة (2478639) وكما ترون لدي نوع من القلق الاجتماعي، والآن الحمد لله لدي مقابلة شخصية.

أعرف أنها ليست خطوة كبيرة، ولكنها أول مرة تحدث لي، لأنه في كل مرة يتم رفضي من قبل هذه المرحلة.

أنا الآن متوترة جداً، سمعت بالموضوع ولم أستطع النوم طول الليل، ولم أقو على التنفس، وبكيت كثيراً، وخفت من أن يكون لدي أمل زائف، بلا فائدة.

علماً بأني لم أكن أرقى إلى المستوى المطلوب بها لكن قدر الله، الحمد لله، لا أريد أن أكون متوترة وقت المقابلة.

بم تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا مجددًا.

نعم قرأتُ سؤالك السابق، ورد الفاضل الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي. نعم يبدو أنك تعانين - كما ذكرتِ - من القلق الاجتماعي، ولكنّك -ولله الحمد- استمررت في مساعيك حتى دعيت لمقابلة للتوظيف، والحصول على عمل، فهذا شيءٌ طيب إن شاء الله سبحانه وتعالى.

أكيد لم تصلي إلى هذا إلَّا بتوفيق الله تعالى، ثم قدراتك التي أقنعت الجهة التي قدّمت طلب العمل إليها حتى دعتك إلى هذه المقابلة، والآن أنت ومنذ استلامك دعوة المقابلة للتوظيف متوترة وقلقة.

لست أنت فقط، بل كل إنسان مُقبلٌ على مقابلة هامّة مصيرية - كما يقولون - لا بد أن يشعر بالقلق والتوتر، وجزء كبير من هذا التوتر طبيعي ومفيد؛ لأنه يدعوك إلى اتخاذ خطوات للتحضير للمقابلة، ومن هذا التحضير كتابتُك لنا بهذا السؤال.

الذي أنصح به ثلاثة أمور:

أولاً: أن تُذكّري نفسك أن هذا القلق قلق طبيعي، لست أنت فقط، وإنما كل الذين هم مقبلون على مقابلة هامّة.

الأمر الثاني: إذا كان هناك فسحة من الوقت يمكنك أن تقومي ببعض التدريب بينك وبين أحد أفراد أسرتك، أو إحدى صديقاتك، تقومون بما نسميه بلعب الأدوار (role play) بحيث تقوم صديقتك أو قريبتك بطرح أسئلة، ولكن بشكل جدّي، بعيد عن الضحك واللعب، وكأنكما في مقابلة حقيقية، تطرح عليك بعض الأسئلة التي يمكن أن تُطرح عليك في المقابلة.

هنا سأذكر بعض الأمثلة من الأسئلة:
- لماذا تريدين العمل معنا؟
- ما الذي جذبك لهذا العمل؟
- ما الأعمال السابقة التي عملت بها؟
- أعطنا فكرة عن دراستك وخبرتك؟
- ما هي جوانب القوة وجوانب الضعف عندك؟
- حدّثينا عن نفسك، لماذا سنستفيد جدًّا من توظيفك معنا؟..إلخ.

لعب الأدوار هذا سيساعدك على أن تدخلي باطمئنان أكثر.

الأمر الثالث والأخير - وإن كنتُ لا أنصح عادة بوصف الأدوية - عن طريق الاستشارات عن بُعد: هناك دواء (إندرال inderal/بروبرانولول propranonol)، صحيح أنه يُستعمل لحالات طبية معينة، إلَّا أنه أيضًا يُستعمل لتخفيف الأعراض الخارجية الجسدية للقلق وللتوتر، كرجفة اليدين وارتعاش الصوت وتردده، وغيره.

البروبرانولول (إندرال) يأتي بشكل عشرة مليجراما وعشرين مليجراما، ويمكن أن تأخذي عشرة مليجراما أو عشرين مليجرامًا، أو حتى أربعين مليجرامًا، في العادة يكون تناوله قبل المقابلة بساعة، ولعلك تجرّبين لعب الأدوار دون دواء، ثم إذا أردت - وهناك فسحة من الوقت - أن تُعيدي هذه التجربة (لعب الأدوار) بعد أخذ عشرة أو عشرين مليجرامًا من الإندرال.

أخيرًا أقول: إنك إن لم تحصلي على هذا العمل -وهذا طبعًا وارد- ليس نهاية الحياة ونهاية الدنيا - كما يقال - فهناك إن شاء الله فرص أخرى، وبغض النظر حصّلت العمل أو لم تحصليه تبقى تجربة مفيدة تُفيدك في مستقبل أيامك.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك وييسر لك أمرك، وبانتظار أن نسمع منك خبرًا طيبًا إن شاء الله سبحانه وتعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً