الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أواجه صعوبات في تخصصي، فهل يدل على أنه ليس اختياراً موفقاً؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب جامعي في السنة الثانية، لقد تأخرت عن الدوام في السنة التي مضت بسبب الظروف المادية، وعندما بدأت الدراسة لم أستطع النجاح إلا بمادة واحدة؛ وذلك بسبب تأخري في الفصل الأول من السنة الأولى، والآن أنا في السنة الثانية، وألزموني بمواد الفصل الأول للسنة الأولى، وبعض المواد من الفصل الأول للسنة الثانية.

كانت المواد من السنة الثانية متعلقة بالبرمجة والتصميم عن طريق الحاسوب، ولم أستطع اجتيازها؛ بسبب عدم امتلاكي لحاسوب، كما أن علامات بقية المواد متوسطة، وبعضها سيء، فهل هذه إشارة من الله أن هذا الفرع ليس خيراً لي، أم أنه عقاب بسبب السنوات التي كنت فيها عاص؟ وهل علامة الاختبار قدر؟

أنا ضائع، ولكني تبت الآن، ولا أعرف ماذا عليّ أن أفعل؟ وفوق كل ذلك أواجه صعوبات اللغة؛ لأني أدرس بجامعة تركية، فهل علي أن أترك الفرع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- ونشكر لك على التواصل والاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق، وأن يكتب لك النجاح والفلاح.

لا شك أن الدراسة في البداية تكون صعبةً، لكن الإنسان باستعانته بالله، وبتوكله على الله، والحرص على تنظيم الوقت، وأيضًا الاجتهاد في الدراسة، هذه هي الوسائل التي تُوصل إلى النجاح بتوفيق ربنا الكريم الفتّاح.

وإذا كنت -ولله الحمد- قد تُبت من التقصير، ورجعت إلى الله تبارك وتعالى؛ فنبشِّرُك بالخير الكثير، لأن ما عند الله من توفيقٍ وخيرٍ لا يُنال إلَّا بطاعته.

ولا تشغل نفسك بالسبب الذي أوقعك في الرسوب في الامتحانات، ولكن حوّل ذلك إلى برنامج عملي، بأن تنظم وقتك، وتجتهد في أن تتعلّم، وتتقرب من المدرسين ومن الطلاب، وتُرتّب وقتك، فإن هذه هي الوسائل التي ينبغي للإنسان أن يسلكها.

ولا نؤيد طبعًا تركك التعليم وترك المشروع الذي بدأت به وقطعت فيه شوطًا، ونعتقد أن الأمور -بإذن الله تبارك وتعالى- ستُصبح سهلةً بالإصرار وبالاستعانة بالله، والحرص على المذاكرة، والقُرب من الإخوة الذين يمكن أن تنتفع من مساعدتهم لك.

وكن أيضًا على صلة بالمعلمين، واطلب معاونتهم، فقد يُعينك المعلِّم بأن يُركّز لك على الأمور المهمة التي ينبغي أن يكون عليها التركيز.

وأيضًا نحن نحرص على أن يتجاوز الشباب مثل هذه الصعوبات في البدايات، لأنها ستتحول إلى متعة وذكريات جميلة في النهايات، والبدايات المُحرقة هي التي تُوصلُ إلى النهايات المشرقة، فنسأل الله أن يُعينك على تجاوز هذه الصَّعاب، فاستعن بالله تبارك وتعالى، واحرص -كما قلنا- على تنظيم الوقت، وزِّعْ وقتك بطريقة صحيحة، وعندها ستجد الفرق، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً