الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل وتدريس الأطفال المسلمين في الغرب

السؤال

أولاً: أحب أشكركم على هذا الموقع رفيع المستوى.
أعيش في إحدى الدول الأوربية للدراسة، تبقّى لي القليل، عندي طفل يبلغ من العمر 6 سنوات وبضعة أشهر، لم نستطع إلحاقه بالمدارس العربية، والسبب رسوم الدراسة السنوية الغالية جداً.
قررنا إرفاقه في مدرسة أوربية تمهيدية ليتعلم تكوين علاقات مع الأطفال؛ لأنه يعاني من مشكلة عدم القدرة على الاختلاط، لا أطيل عليكم لم يكمل طفلي شهراً في المدرسة، ورفض الاستمرار متحججاً بأنه ماذا سيستفيد بدخوله هذه المدرسة، بالإضافة إلى أنه يريد أن يتعلم العربية أو الانجليزية، وأصبح يبكي كل صباح، ولا يأكل أو يشرب في المدرسة، فقررت إبقاءه في البيت، وتعليمه بنفسي، وإدخاله موقعكم (بنين وبنات) وقراءة القصص، وتحفيظه القرآن بنفسي، هل ما عملته كان صائباً أم لا؟
ولكم فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما فعلته لطفلك هو عين الصواب، ولن يخسر من يقضي وقته في تعلم العربية، وحفظ الكتاب، وفي حفظ كتاب الله عون له، على التفوق والنجاح، ويمكنه بسهولة أن يعوض فارق السنة بعد عودتكم إلى البلاد العربية، وهناك نظام في المدارس يبيح للطالب اختصار سنوات الدراسة، ويمكن للطالب أن يدرس سنتين في سنة واحدة.

أرجو أن يعلم كل إخواننا وأخواتنا في البلاد الغربية، أن وجودهم هناك ينبغي أن يكون محدوداً بفترة قصيرة حتى يحافظوا على دينهم وأخلاقهم وصلاح أبنائهم، والمؤمن مطالب بأن لا يطيل المكث بين أظهر المشركين، وإذا كان بعض الناس يقول كيف نعود، والأوضاع الاقتصادية صعبة؟ فنحن نقول لا شك أن الدين أغلى، ويزيد أن نقول لو أن الذين يعيشون في بلاد الغرب عملوا بنفس الاجتهاد والانضباط لتحقق لهم الخير الكثير في بلادهم.
وأنت -أختي الفاضلة- أعلم مني بأخبار الذين فقدوا أبناءهم، وسمع الناس صياحهم، وشهدت المحاكم تلك الأحداث المؤلمة والمنازعات الطويلة حول الأبناء.

نحن في الحقيقة نشكر لك الحرص على صلاح طفلك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، والاهتمام بطرح هذه القضية، وأرجو أن يكون لوالد الطفل دوراً في تربية هذا الطفل، وأن يصحبه إلى مواطن الخير، حتى تتاح له فرص واسعة للتواصل والتفاعل.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يحفظ طفلكم وأطفال المسلمين، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً