الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنصح أخي الأكبر الذي يستمع الأغاني دون أن أحرجه؟

السؤال

اكتشفت مؤخراً أن أخي الذي يكبرني يسمع الأغاني، وقد اكتشفت هذا الأمر قدراً، ولم أكن أبحث عنه، لكن قدر الله أن أرى هذا الأمر.

علماً بأنه يخفي هذا الأمر، ولا أحد في أسرتي يعلم بهذا غيري، فكيف أنصحه؟ وأنا أخاف إن صارحته أن يسبب له ذلك إحراجاً شديداً، خاصة أنه يكبرني كما ذكرت، وأخاف أن أكون آثماً بتركي له دون نصح، وخاصة أنه كما قلت: لا يعلم هذا الأمر أحد غيري، فأفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن قربك من أخيك واحترامك له وتركيزك على إيجابياته والثناء عليه، يفتح لك الأبواب إلى قلبه، وأنت بلا شك أعلم بنفسيته وطبيعته، فإن استطعت الكلام معه بطريقة غير مباشرة، كأن تسأله عن حكم الغناء؟ وعن رأيه في الذي يستمع للغناء؟ وبماذا ينصحه؟ وكأنك تتحدث عن زميل لك، فسينتبه خوفاً من معرفتكم بحقيقة علاقته بالغناء، وسينكشف لك من خلال إجابته إن كان هناك حب للغناء، أم المسألة مجرد محاكاة لصديق أو نحو ذلك؟

إذا لاحظت أنه تمادى فيمكن أن تنقل الخبر إلى من هو أكبر منكم، بأن تتأكد من حكمته في النصح والتوجيه، واطلب منه أن يتأكد بنفسه، ولا يبني على كلامك؛ رفعاً للحرج عنك وعنه، والأمر يحتاج إلى الحكمة والهدوء في كل الأحوال.

لقد فهمت من سؤالك أنكم جميعاً أهل دين وصلاة وطاعة، وهذا بلا شك يجعل المهمة سهلة، ولن ينشغل من في قلبه إيمان وقرآن بالغناء والمعازف، وطالما كان شقيقكم يخفي هذا الأمر فلا تشهروا به؛ لأن في ذلك كسراً لحاجز الحياء، والحياء لا يأتي إلا بخير، كما أرجو ألا يشعر أنكم تتجسسون عليه، ولذلك فضلنا أن يحصل حوار هادئ عن موضوع الغناء كمخالفة شرعية، وسيكون من المفيد جداً معرفة أسباب هذا التغير، هل هو من الأصدقاء؟ وهل السبب هو الفراغ؟ ومعرفة الأسباب تساعدنا بحول الله في إصلاح الخلل والعطب.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء، وسنكون سعداء إذا تواصلتم مع موقعكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً