الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانحدار من التفوق إلى الكسل وكيفية الرجوع

السؤال

السلام عليكم.

كنت مواظباً على دراستي، وكنت متفوقاً دائماً، ولكني أصبحت كسولاً وفاشلاً مع أني أحب أن أكون متفوقا، وأملك بعون الله المقومات لكي أكون متفوقاً، فماذا أفعل لكي أرجع إلى طبيعتي؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان حين تتغير حالته من وضع كان فيه يحس بطاقاته الجسدية وطاقاته النفسية والمعرفية بصورة أفضل وكان أداؤه جيداً ثم تغير بعد ذلك حاله، فلابد أن يعيد النظر في تقييم حالته وينظر إلى السبب وراء هذا التغير أو التدهور.

والجانب الدراسي هو أحد الصور التي ظهر فيها هذا التدهور، ولكنك لم توضح الجوانب الأخرى في الحياة، مثل التواصل الاجتماعي والنشاطات الأخرى هل ظلت كما هي أم تدهورت.

فإذا كان التدهور تدهورا عاماً وشاملا وتطرق لكل النشاطات الحياتية، فهذا يدل على وجود علة أساسية حدثت لك كأن يكون نوعاً من الاكتئاب النفسي أو تغير ظرفي حاد جعلك لا تقيم أحوالك بصورة إيجابية، أو ربما تكون ظروفك الاجتماعية هي التي لعبت دوراً في ذلك، وأما إذا كان التدهور في الدراسة فقط وليس تدهوراً شاملاً، فالأسباب مختلفة غالباً.

والتدهور الدراسي يجعلك تنظر بكل تمعن ودقة في الأسباب التي جعلتك في السابق تكون مواظباً ومتفوقاً، وعليك أن تسترجع نفس الأسباب ونفس الظروف السابقة التي كنت تعيشها وتحاول أن تطبقها من جديد، فأنت جربت النجاح وجربت التفوق، فاسأل نفسك ما الذي يمنعك من ذلك الآن: هل هو التكاسل؟ هل هو التراخي؟ هل هو عدم استشعار المسئولية؟ هل هو فقدان الطموح؟ هل هو عدم القدرة على تنظيم الوقت؟ هل هو الانشغال بأمر آخر؟ هذه هي الأسباب ولن يكون السبب خارج هذه المسببات.

وإذا اتضح لك السبب فعليك أن تعالجه، وبصفة عامة أود منك أن تستشعر أهمية الدراسة وأهمية التفوق؛ لأن الإنسان حين يشعر بأهمية الشيء فلابد أنه سوف يكون مثابراً ومواظباً، ويود أن لا يتأخر أو لا يخفق فيما يريد الوصول إليه.

وبصفة عامة فإن الخطوات التي عليك اتباعها هي:

(1) أن تتذكر الهدف، والهدف هو الإنجاز والتفوق الدراسي والحصول على الدرجة العلمية.
(2) أن تحدد وتضع في جدول أسبقياتك أن أمر الدراسة أمر مهم.
(3) أن تتذكر أن كل وقت تضيعه هو مضيعة من عمرك ويجب أن تستغل كل لحظة في حياتك من أجل بناء نفسك وشخصيتك واكتساب المعرفة العلمية.
(4) عليك أن تنظم وقتك، وتنظيم الوقت هو من وسائل المعروفة.
(5) حاول أن تسترشد وتستعين بالأساتذة والدكاترة الذين يقومون بتدريسك وإلقاء المحاضرات سوف تجد منهم العون.
(6) يمكنك أن تتخذ مجموعة من الأصدقاء للدراسة معهم في بعض الأوقات.

ليس هناك وسائل أخرى للنجاح، النجاح لا يأتي وحده، النجاح أنت الذي تفعله ولا أحد يستطيع أن يفعله لك، وإذا كنت تحس بالإحباط فانظر ما هو السبب الذي أدى لهذا الإحباط، وحاول أن تزيل وتعيد نفسك إلى سيرتها الأولى حيث كنت مجدّاً ومتفوقاً ومتميزاً.

إذن: التغيير يأتي من نفسك أنت، والتغيير في هذه الحالة يأتي إذا استشعرت المسئولية الملقاة عليك، فالطريقة الوحيدة هي استشعار المسئولية والتنفيذ والتطبيق، ويجب أن تبدأ بها الآن.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على علاج الإحباط والإحساس بالفشل سلوكياً في الاستشارات التي لدينا في الموقع.
ونسأل الله لك الإعانة والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً