الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الشارب

السؤال

الملاحظ في كتب السير والشمائل أنَّ مَن ينقل صفة النبي (صلى الله عليه وسلم)، لا يذكر شيئًا البتة عَن صفة شاربه، فما السبب؟ وهل وردت في الآثار صفة شاربه صلى الله عليه وسلم ؟ وهل نقل أحد صفة شاربه صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي تدل عليه بعض الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقص شاربه ويأخذ منه، ففي سنن النسائي والترمذي عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يأخذ شاربه فليس منا.

وصححه الشيخ الألباني.

وفي سنن أبى داود عن المغيرة بن شعبة قال: ضفت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأمر بجنب فشوي وأخذ الشفرة فجعل يحز لي بها منه، قال فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال فألقى الشفرة وقال ماله تربت يداه، وقام يصلي، زاد الأنباري وكان شاربي وفي - أي كثر وطال- فقصه لي على سواك -أي قص ما ارتفع فوق السواك- أو قال أقصه لك على سواك. قال الشيخ الألباني : صحيح.

وبما سبق يتضح هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الشارب فقد روي عنه قص الشارب أمرا به وفعلا له، ولعل المؤلفين في الشمائل قد اكتفوا بالأحاديث التي وردت بالأمر بقص الشارب والأخذ منه، والأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقص شاربه. رواه ابن عبد البر وذكره ابن القيم في هديه صلى الله عليه وسلم في قص الشارب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني