الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعد شخصا ببيع سيارته له فهل يحرم بيعها لغيره

السؤال

ذهبت أنا وصديق لي إلى كراج السيارات بغرض تثمين سيارته وشرائها بالسعر الذي سيتم عرضه علينا فى الكراج وكنا قد اتفقنا مسبقاً على أنه سيبيعها لي بـ 15000 ريال وعندما ذهبنا إلى هناك ورأى أن السيارة تقدر بنفس السعر تقريبا اتفقنا على العودة لإتمام عملية البيع ولكن شخصاً أوقفه وعرض عليه 15500 بعد محاولات طويلة فى التفاوض ووافق على البيع وأنا معه فى السيارة وتركته وعندما عدت فوجئت به لم يتم عملية البيع وقال إن المعرض كان مغلقا ووعد الرجل أن يتقابلا فى اليوم التالي ليبيعه السيارة وعندما طلبت منه أنا آخذها أنا بنفس السعر قال إنه حرام عليه أن يبيعها لي إلا بعد أن يمر اليوم الذي وعد الرجل به ليتقابلا فإن لم يحضر الرجل سيبيعها لي وإن حضر سيبيعها له، فهل طلبي أخذ السيارة منه حرام أم أنه بيع حلال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان صديقك قد وعد الرجل المذكور ببيع السيارة فيستحب له الوفاء بالوعد ولا يلزمه ذلك، فالجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة يرون الوفاء بالوعد مستحباً، وذهب المالكية إلى أنه ملزم إذا كان بسبب، أو دخل الموعود بالوعد في شيء، والراجح هو مذهب الجمهور ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 17057.

أما إذا كان صديقك قد باع السيارة للرجل المذكور وتم البيع بينهما بالإيجاب والقبول، ولكن أجلا إتمام الإجراءات لليوم التالي، فيجب على صديقك إتمام البيع ويحرم عليه أن يبيع لك السيارة، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبع بعضكم على بيع بعض حتى يبتاع أويذر.. أي يترك. وإنما حرم هذا لما يسببه من العداوة والبغضاء وحدوث المشاكل ونحو ذلك، وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 17242.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني