الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التوقيع بالحضور عن المتدربين الغائبين

السؤال

إن طبيعة دوامنا كأطباء امتياز في السنة التدريبية التي تلي التخرج تكاد تخلو من الفائدة العلمية والعملية الضرورية (إلا ببعض الأقسام) لتهيئتنا لدخول مجال الإقامة و الاختصاص, حيث من المفترض أن يكون همٌ الكادر الطبي من أطباء الإقامة والاختصاصيين في المستشفى بأن يعلمونا المهارات السريرية والإجراءات الطبية الأساسية سواء كانت نظريا أو عمليا لندخل الحياة المهنية ذات المسؤولية بثقة أكبر...إلا أننا بقسم النسائية و التوليد , يقتصر تكليفنا بأعمال ليست من مهامنا كأطباء، كإرسال المريضة لقسم الأشعة لتصوير, وجلب وإرسال التقارير الطبية والاستشارات, و كتابة التاريخ الطبي والفحص السريري بالإضافة لتقارير الخروج والوصفات الطبية والتي هي من مهام كادر التمريض،المراسلين والمقيمين الذين يوقعون بنهاية المطاف على ما نكتبه بالملفات والوصفات عنهم !! ( يعني نعمل ككتبة ومراسلين)، ونادرا ما نلتقي بالاختصاصيين لنستفيد من علمهم وخبرتهم التي يتصدقون بها علينا إذا مالتقيناهم على عجل ...فنكون فريسة سهلة لأطباء الإقامة يستغلوننا كيفما يشاؤون بدلا من الاستفادة و تعلم الطب منهم لأن الاختصاصيين أوكلوا أمرنا إليهم...ولنكون منصفين فإنهم يعرضون علينا أحيانا دخول غرفة العمليات أو العيادات ولكن لشخص واحد من المجموعة فقط. ناهيك عن ما نتعرض له من كشف للعورات بما أننا بهذا القسم.
سؤالي لفضيلتكم : قد اتفقنا أنا وزملائي بأن نحضر ليوم أو يومين بالأسبوع، و يوقع بعضنا لبعض، لأنه صراحة ليس هناك فائدة كما هو المفروض بل الاستغلال. لأننا بلا أهمية أو احترام من قبلهم ولا حتى من قبل التمريض!! ،كما أن دوامنا قصير جدا لا يكاد يبدأ حتى ينتهي خلال 3 ساعات والمسافة عن المستشفى بعيدة و مواصلاتها صعبة، والأهم من ذلك كله أن امتحانات دخول الإقامة تكاد تبدأ وليس هناك وقت نضيعه بلا فائدة على حساب مستقبلنا وتحديد طريق اختصاصنا... بالإضافة على أني لا أتقاضى أي راتب منهم،على عكس زملائي الآخرين اللذين يتقاضونه ((لا يتعدى بما يساوي ال 500 ريال شهريا وهو رمزيٌ خلال هذه السنة التدريبية والوزارة غير ملزمة بتأديته، وقد وقعتنا على هذا الشرط إلا أنها تؤديه بفترات متفاوتة لكن بشكل كامل))، وما اضطرنا على هذا الفعل هو أنهم لا يعطوننا ورقة إثبات التدريب عندهم إلا بدوام شبه يومي وهذا إن لم يحصل يؤدي إلى إعادة تقديم التدريب عندهم مرة أخرى والتأخر عن تقديم امتحان الإقامة الذي يؤدى مرة كل السنة ....
أرجو رأيكم الفاضل بهذا الموضوع ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للطبيب الاطلاع على عورة المريض إلا عند الضرورة، وإذا كانت المريضة امرأة اشترط لكشف الطبيب عن عورتها أن لا توجد طبيبة، كما يشترط أن لا يتجاوز قدر الضرورة عند الكشف لأن الضرورة تقدر بقدرها، ولبيان ذلك راجع الفتوى رقم: 23681، والفتوى رقم: 46077.

أما بخصوص ما تقومون به من تسجيل الحضور عن الغائبين منكم فإنه يشتمل على المحاذير التالية:

1 – الكذب حيث إنكم تخبرون بتوقيعاتكم أن الغائب حضر، والواقع خلاف ذلك، وقد حرم الله الكذب، وجاء الوعيد عليه في قوله تعالى: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ {آل عمران: 61}، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. رواه البخاري ومسلم.

2 – الغش حيث إنكم توهمون بتوقيعكم عن الغائبين أنهم حاضرون، وقد حرم الله الغش، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.

3 – خيانة الأمانة حيث إنكم مؤتمنون على وقت الدوام، فتخونون أمانتكم بهذه الحيلة، وقد أوجب الله رعاية الأمانة فقال: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا {النساء: 58}، وحرم خيانتها فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال: 27}.

وبناء على هذا، لا يجوز لكم ما تقومون به من توقيع الحضور عن الغائبين منكم بحجة ما ذكرتم من إلزامكم بالقيام بما لا يلزمكم القيام به، واستغلال البعض لجهودكم لأن لكم الامتناع عن القيام بما لا يلزمكم نظاميا من ذلك، فيجب عليكم التوبة مما أقدمتم عليه كما يجب على من أخذ منكم مالا مقابل أوقات غيابكم إرجاعه إلى الجهة المختصة به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني