الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى علاقة تفسير الحلم بوقوعه

السؤال

هل الأحلام مرتبطة بالقضاء والقدر؟ بمعنى إذا فسر أحدهم الحلم قد وقع قدر الله؟ وأن قضاء الله وقدره ارتبط بتفسير الحلم من أول شخص قابله الحالم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كل شيء بقضاء الله وقدره، فقد قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. {القمر:49}. وفي حديث مسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.

وأما علاقة تفسير الحلم بوقوعه، فقد ثبت فيه الحديث: إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤياً فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

وفي الحديث: الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت، ولا تقصها إلا على وادٍّ أو ذي رأي. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وهذا محله إذا كانت صادقة وعبرت تعبيرًا صحيحاً، وأما أضغاث الأحلام والتعابير الفاسدة فلا أثر لها.

وقد ذكر صاحب النهاية في شرح الحديث: أنها على رجل قدر جار وقضاء ماض من خير أو شر، وهي لأول عابر يعبرها، أي أنها إذا احتملت تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها وقعت على ما أولها وانتفى عنها غيره من التأويل. اهـ.

وقال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين: لم يرد بقوله: فإذا عبرت وقعت. أن كل من عبرها وقعت وإنما أراد بذلك العالم بها المصيب الموفق لا الجاهل، ولا أراد أن كل رؤيا تعبر لأن أكثرها أضغاث. اهـ.

هذا، ويتعين العمل بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من عدم ذكر الرؤيا إلا لواد ناصح عالم، كما ينبغي للمعبر أن يتفاءل الخير للرائي.

فقد ذكر ابن حجر في الفتح أنه روى سعيد بن منصور بسند صحيح عن عطاء كان يقال: الرؤيا على ما أولت. وعند الدارمي بسند حسن عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف يعني في التجارة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي غائب وتركني حاملاً فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، وأني ولدت غلاماً أعور، فقال: خير يرجع زوجك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً، فذكرت ذلك ثلاثاً، فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب، فسألتها فأخبرتني بالمنام فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، وتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مه يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها. اهـ.

وراجع الفتاوى التالية للاطلاع على المزيد: 73361، 54700، 41751.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني