الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤيا الأنبياء وحي بخلاف رؤى غيرهم من البشر

السؤال

قرأت عن قصة رسولنا صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوج السيدة عائشة، عندما رآها في منامه قبل أن يتزوجها، فهل يمكن أن نفهم من هذه القصة أن الله قد يرسلنا في رؤيا لأحدهم قبل أن يعرفنا؟ أم هذه معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم فقط؟ أرجو شرح القصة، لأنني قرأت لكم سابقًا، حيث لم أجد التفاصيل، وهناك بعض الناس الذين يشجعون غيرهم على الدعاء بزوج معيّن وإن كان لا يعرفهم، ويقتبسون من هذه القصة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقصة رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم زواجه بعائشة -رضي الله عنها- رواها البخاري في صحيحه ــ كما رواها غيره ــ فعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُكِ فِي المَنَامِ يَجِيءُ بِكِ المَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ، فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ.

وفي رواية الترمذي، وابن حبان في صحيحه: هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

وأما شرح الحديث: فيمكنكِ أن ترجعي فيه لشرح هذا الحدث في كتب شروح صحيح البخاري ــ ككتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر ــ في كتاب النكاح: بَابُ النَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ قَبْلَ التَّزْوِيجِ.

وهذا الحديث في بيان رؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم رآها في منامه الشريف، وقد بينا في الفتوى: 145921أن رؤيا الأنبياء وحي.

فليست كرؤى غيرهم من الناس، والتي قد تصدق، وقد تكذب.

وما يراه الناس في منامهم فيما يتعلق بالمستقبل قد يكون رؤيا صادقة تقع، كما حصل لصاحبي السجن، وملك مصر في عهد يوسف -عليه السلام- وقد يكون رؤيا كاذبة، وتلاعب، أو تحزين من الشيطان.

وعلى كل، فالرؤيا الصالحة يستشبر بها المؤمن، ويستأنس بها، ولا يعتمد عليها وحدها في اتخاذ القرار، وللفائدة راجعي الفتاوى: 38057، 306349، 36380.

وأما الدعاء بزوج معين، فلا حرج فيه إذا كان ذلك الشخص صاحب دين وخلق، وانظري الفتوى: 106444.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني