الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من القرآن ما نزل لسبب ومنه ما نزل ابتداء

السؤال

فيمن نزل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإننا نشكر السائل على الاتصال بنا، ونفيده أننا لم نطلع ـ بعد البحث ـ على ذكر لسبب، أو شخص معين في نزول الآية.

ومن المعلوم في علوم القرآن أن الآيات القرآنية منها: ما نزل ابتداء من دون سبب، ومنها: ما نزل لسبب، كما قال السيوطي في الإتقان.

فقد تكون هذه الآية من القسم الأول، وقد ذكر السيوطي في لباب النقول: أن سعيد بن جبير قال: إن امرأ القيس بن عابس وعبدان الحضرمي، اختصما في أرض، وأراد امرؤ القيس أن يحلف، ففيه نزلت: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام. اهـ.

وذكر بعض المفسرين أنه لما نزلت آية النساء، تحرّج بعض الصحابة من بعضهم، فأنزل الله قوله تعالى في سورة النور: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون{النور:61}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني