الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالد بالمنع من زيارة الأم غير واجبة

السؤال

أرجو مساعدتي فأنا في حيرة من أمري، أنا شاب عندي 18 سنة، انفصل والدي عن والدتي منذ صغري وكانت الخيانة هي السبب، وقد رباني والدي أنا وأخي الوحيد وهو أصغر مني بسنتين لا يريدنا أبي أن نري أمي إلي حد أنه إذا رأيناها فسنخسره إلي الأبد، وإذا لم أرها فأنا أخاف من عقاب ربي ليس إلا، وليس هناك سبيل لإقناع أبي بأي طريقة وقد حاولنا. فما الحل أرجوكم ساعدوني هل أرضي أبي أم ماذا أفعل، وللعلم فأنا لا أريد رؤيتها للسبب المذكور بالأعلى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا سبيل إلى اتهامكم لأمكم بهذه التهمة بناء على إخبار والدكم، فإن الأصل سلامة المسلم وحرمة التعرض لعرضه وتشتد الحرمة في حق الأم التي حقها هو أعظم الحقوق على الإطلاق بعد حق الله سبحانه، والإتهام بمثل هذه الأمور لا بد فيه من البينة القاطعة، وحتى إن ثبت هذا عندكم يقيناً فإن هذا لا يسوغ لكم قطع أمكم ولا هجرها فإن صلة الأم وبرها والإحسان إليها واجب على كل حال، كما بينا ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 103139، 123886، 123734.

وعلى ذلك فلا يجوز لأبيكم أن يمنعكم من صلة أمكم وبرها ولا يجوز لكم أن تطيعوه في ذلك، فإن تسبب هذا في غضبه عليكم فيمكنكم أن تحتالوا في ذلك بحيث تصلون أمكم وتبروها سراً بحيث لا يعلم أبوكم بذلك، وإن سألكم فعليكم بالتعريض والمداراة بحيث يفهم من كلامكم أنكم على ما يريد من هجر أمكم بل لو لم يكن هناك من سبيل إلا الكذب عليه لئلا يغضب فيجوز لكم حينئذ الكذب، وقد بينا هذا في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 21247، 129300، 110625.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني