الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ساجدا مختونا مكحلا مدهونا

السؤال

أريد أن أسأل عن أنشودة هذه كلماتها،يا آمنـة بشراك*سبحـان مـن أعطاك*لحملـك لمحمـد * رب السمـا هنـاك بالمصطفى سعدك غلب لما حملت في رجب *وما تري منه تعب *هذا نبي زاك شعبان شهر ثاني* والنور منه باني* بذي النبـي العدنـان* فالسعـد قـد والاك رمضان ثالث شهرك* يا آمنة يا سعـدك *الله يجمـع شملـك *بسيـد الأمـلاك شوال شهر رابع *والنور منه ساطع *ولد الحبيب راكع* ساجـد إلـى مـولاك وفي صفر شاع الخبر *بذي النبي المفتخر* لأجله انشق القمر* ضاءت لك دنياك وفي ربيع الأول *ولد الحبيب المرسل *يا آمنة تأملـي* فضـل الـذي أعطـاك ولد الحبيب مختونا* مكحـلا ومدهونـا* وحاجبـاه مقرونـا* ونـوره كسـاك صلى عليه الباري* وآله الأخيار* ما سـار ركـب السـاري* وداره الأمـلاك

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا بأس بهذه الأبيات من حيث الجملة، ولكن فيها ما لم يثبت إسناده وما ليس له أصل، كقول: (ولد الحبيب راكع ساجـد إلـى مـولاك) وقول (ولد الحبيب مختونا* مكحـلا ومدهونـا).

فأما ما روي في ولادته صلى الله عليه وسلم ساجدا، فأورد السيوطي في (الخصائص الكبرى) ما رواه أبو نعيم عن ابن عباس أن آمنة كانت تحدث عن نفسها وتقول: ... فلما خرج من بطني نظرت إليه فإذا أنا به ساجدا قد رفع إصبعيه كالمتضرع المبتهل اهـ.

وهذا في إسناده عند أبي نعيم في (الدلائل) يحيى البابلتي وأبو بكر بن أبي مريم، وكلاهما ضعيف.

وأما ولادته مختونا صلى الله عليه وسلم ففي ذلك روايات كثيرة، ولكنها كلها ضعيفة وواهية، ذكرها الألباني في (السلسلة الضعيفة 6270) وقد عقد ابن القيم في (زاد المعاد) فصلا في ختانه صلى الله عليه وسلم، فقال: اختلف فيه على ثلاثة أقوال، أحدها: أنه ولد مختونا مسرورا، وروي في ذلك حديث لا يصح، ذكره أبو الفرج بن الجوزي في " الموضوعات " وليس فيه حديث ثابت، وليس هذا من خواصه فإن كثيرا من الناس يولد مختونا .... وقد وقعت هذه المسألة بين رجلين فاضلين صنف أحدهما مصنفا في أنه ولد مختونا وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام، وهو كمال الدين بن طلحة، فنقضه عليه كمال الدين بن العديم وبين فيه أنه صلى الله عليه وسلم ختن على عادة العرب، وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنيا عن نقل معين اهـ.

وأما ولادته مكحـلا مدهونـا، فلم نجد له أصلا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني