الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكسب الخارج عن نطاق العمل

السؤال

السلام عليكم رجل يعمل بشركه حكومية لبيع اللحوم وتقوم هذه الشركة باستيراد كمية محدوده من اللحم وتوزيعها على المواطنين بأسعار مخفّضة ويشتري هذا الرجل بحكم عمله كمية من اللحم يوميا ويقوم ببيعها لأصحاب محلات الجزارة ويربح من ذلك ، فهل هذا الكسب حلال أم حرام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد:
إذا كان هذا الرجل تمنحه الشركة التي يعمل بها بحكم وظيفته كمية من اللحم ، وكان هذا النظام معمولا به لدى الشركة دون تحايل منه على هذه الكمية ، فله أخذها وبيعها ، وإذا كان يشتريها بطريقة التحايل فلا يجوز له ذلك ، وما يخرج من هذا المكسب يكون حراماً ، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً عاملاً على الصدقات ، فلما جاء الرجل قال : هذا لكم وهذا اُهدي لي ، فقال صلى الله عليه وسلم : أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينتظر أيأتيه أم لا ؟ و عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلها وإذا فسدت فسد الجسد كلها ، ألا وهي القلب" [متفق عليه] . وننصح هذا الرجل بالابتعاد عن هذا الأمر إذا كان على النحو السابق ، والله نسأل أن يقيه شر الحرام وأن يبارك له في الحلال ، والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني