الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخير فيما اختاره الله وقضاه

السؤال

السلام عليكم أعاني من ظروف صعبة جدا فلدي طفلة منذ ولادتها وهي مريضة بمرض ليس خطيرا ولكن ليس له علاج وأدعو الله دائما أن يشفيها ولكن أحيانا يشتد عليها فأخرج أحيانا عن صبري وأقول: لماذا كل هذا العذاب يارب وأقول كلاما أخر أتمنى من الله أن يغفره لي فهل هذا يعتبر كفرا بالله؟ وكيف أتوب إليه؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

فعلى المسلم المؤمن التسليم لقضاء الله وقدره في كل شيء، وليحذر كل الحذر من التسخط وإظهار الجزع من القضاء والقدر، فإن الشر كل الشر في ذلك كما أن الخير كل الخير فيما اختاره الله وقضاه .
والله سبحانه إذا قضى على العبد قضاءً لا يرضاه، كالأمراض والآفات والمصائب في النفس والأهل والأولاد ونحو ذلك، فإن الله أراد لعبده الخير بذلك، ولكن الإنسان ظلوم جهول، فقد روى مسلم عن صهيب بن سنان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"
كما أن في المصائب ابتلاء وامتحانا من الله لعباده ليظهر صدق الصادقين بإيمانهم، ويظهر زيف وكذب المدعين للإيمان .
ففوضي أمرك وأمر ابنتك إلى الله ولا تقولي إلا خيراً، فإن الاعتراض على القدر قد يصل بصاحبه إلى الكفر -والعياذ بالله- فاستغفري الله مما قلت وسلمي بالقضاء والقدر وتضرعي إلى الله سبحانه أن يزيل عنك هذا البلاء، ويدفع عن ابنتك ذلك الضر إنه جواد كريم .
والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني