الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النقل عن ابن حجر الهيتمي هل فيه غضاضة أو منقصة للناقل

السؤال

سؤالي يا شيخ في المدعو ابن حجر الهيتمي الصوفي وليس ابن حجر العسقلاني
يا شيخ ابن حجر الهيتمي الصوفي هذا لقد كفر شيخ الاسلام ابن تيمية، ومع هذا في بعض الأحيان أشاهد بعض أهل العلم يستشهدون بعلمه وأقواله لماذا؟؟
هل يوجد نفس اسمه من العلماء؟؟
وما حكم ابن حجر الهيتمي الصوفي في تكفيره لشيخ الاسلام ابن تيمية؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالفقيه ابن حجر الهيتمي المكي رحمه الله له قدم راسخة في الفقه، وهو من أعيان متأخري الشافعية بلا ريب. وله مع هذا علم بالحديث. وكتبه فيها خير كثير وتحقيقات حسنة، والشأن أن يستفيد طالب العلم منها مع اجتناب ما يخالف فيه الرجل مما لم يوافق فيه السنة الشريفة فإنها أولى ما اتبع. وليس هناك سمي لابن حجر المكي هذا وإنما هو عالم واحد هو من ينقل عنه الناقلون. ونحن كثيرا ما ننقل من كتبه ونستفيد مما فيها من الخير مع علمنا بما أطلقه من شنيع العبارة في حق شيخ الإسلام رحمه الله. وليس في النقل عنه غضاضة ولا منقصة، فالرجل من العلماء والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها. وأما تضليله وتبديعه لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فزلة تنكر من كلامه وترد عليه، وهو غالط مجانب للصواب فيما نسبه إلى الشيخ رحمه الله. ومنصب شيخ الإسلام ومنزلته في العلم وبلاؤه في نصرة الدين وتقرير مذاهب السلف أبين من الشمس، والثناء عليه باق إلى اليوم ويبقى غدا بإذن الله كما كان بالأمس. وحسبنا أن نشير إلى ثناء الحافظ ابن حجر العسقلاني شيخ شيوخ ابن حجر الفقيه على الشيخ تقي الدين ابن تيمية وبيانه لمنزلته في العلم، وقد ذكرنا طرفا من كلامه هذا في الفتوى رقم: 162611 ، وقد عقد خير الدين أبو البركات الألوسي رحمه الله بين الشيخين محاكمة نفيسة في كتابه جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، يعني أحمد بن تيمية و أحمد بن حجر، فذكر كلام ابن حجر في حق الشيخ وكر عليه بالإبطال جزاه الله خيرا. والله يحكم بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني