الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما هو حكم السحر والذهاب إلى المشعوذ أو إلى مطوع وهل العمل الذي يعمله يتحقق أم كذب وخداع وما عاقبة فاعله؟وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالسحر كبيرة من الكبائر التي توجب غضب الرب سبحانه؛ بل قد يكون ردة وكفراً بحسب حال فاعله، كما هو مبين في الفتوى رقم:
1653.
والسحر له حقيقة كما هو مذهب أهل السنة وعليه عامة العلماء، لكن الذي عليه جمهور العلماء منهم أنه لا يحيل الحقائق، وإنما يغير المزاج فيكون نوعاً من الأمراض.
قال البغوي -رحمه الله- في تفسيره: والسحر وجوده حقيقة عند أهل السنة وعليه أكثر الأمم، ولكن العمل به كفر... وقيل: إنه يؤثر في قلب الأعيان فيجعل الآدمي على صورة الحمار، ويجعل الحمار على صورة الكلب. والأصح أن ذلك تخييل، قال الله تعالى:يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى [طـه:66]. لكنه يؤثر في الأبدان بالأمراض والموت أوالجنون.
وللكلام تأثير في الطباع والنفوس وقد يسمع الإنسان ما يكره فيحمى ويغضب وربما يحم منه.. وقد مات قوم بكلام سمعوه، فهو بمنزلة العوارض والعلل التي تؤثر في الأبدان.
انتهى
واعلم أن الذهاب إلى السحرة والمشعوذين وأصحاب الأبراج ومن يدعي معرفة الغيب محرم في دين الله.
فالنبي صلىالله عليه وسلم يقول: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً. رواه أحمد ومسلم.
ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد.
أما الذهاب إلى شيخ يرقي بالرقية الشرعية فهذا من التداوي المشروع، كما هو مبين في الفتوى رقم:
9922.
ولمعرفة بعض ما يتميز به الراقي بالقرآن عن غيره من المشعوذين انظر الفتوى رقم:
6347.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني