الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النية وأثرها في صحة العمل أو بطلانه

السؤال

هل النية الصالحة تبطل العمل الفاسد؟ وهل النية الفاسدة تصلح العمل الصالح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا خلاف أن النية الصالحة لا تبطل العمل الفاسد، وأن النية الفاسدة لا تصلح العمل الصالح، ولعلك أخطأت في صياغة سؤالك، وتوجيه ذلك بأن يكون السؤال على النحو التالي:
هل النية الصالحة تصلح العمل الفاسد؟ وهل النية الفاسدة تبطل العمل الصالح؟
وجواب السؤال الأول هو: لا تصلح النية الصالحة العمل الفاسد، وإنما ترفع النية الصالحة العمل الذي هو في أصله مباح إلى درجة القربة، مثال ذلك: رجل أتى أهله وهو عمل مباح، لكنه نوى عند ذلك نية صالحة، كأن يرزقه الله ولداً صالحاً يعبد الله ويدعو إلى الله، أو نوى أن يعف نفسه وأهله، فتلك في الكل نية صالحة ترفع هذا العمل المباح إلى طاعة وقربة، وإلى ذلك الإشارة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يقول فيه: "وفي بضع أحدكم صدقة! قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟ وكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وجواب السؤال الثاني: نعم النية الفاسدة تبطل العمل الصالح، مثال ذلك: رجل خرج للجهاد وهو عمل صالح، ولكنه إنما خرج حتى يراه الناس، ويقولون عنه: إنه رجل شجاع، وتلك نية فاسدة تبطل جهاده، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله" متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني