الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إشارات قرآنية عن العمران والهندسة

السؤال

أريد أن أستشيركم: هل ذكر مجال الهندسة المعمارية في القرآن الكريم أو السنة النبوية؟ وكيف أجعل دراستي للهندسة المعمارية عبادة لله تعالى؟ أخشى إذا عملت في مجالها أن تأخذ وقتا طويلا من يومي ويبقى القليل لجهد الدين والدعوة والشريعة، علما أنني لا أستطيع دراسة الشريعة الآن لظروف في عائلتي، فهل لدراسة العلوم الحياتية أو العمل بها ثواب من الله سبحانه وتعالى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بسطنا في نظائر هذه المسألة في الفتاوى التالية أرقامها: 27999، 50841، 43698، وبينا فيها أن القرآن الكريم ـ ومثله السنة ـ في الأصل وحي أنزله الله عز وجل لمقصد عظيم في حياة البشر، وهو هدايتهم إلى خالقهم، وكيف يعبدونه، وبيان مبادئ الأخلاق والقوانين التي ينبغي أن تحكم تعاملات الناس بعضهم مع بعض، ولكن مع هذا المقصد الأساسي، فإن القرآن الكريم قد يتعرض إلى بعض ما في هذا الكون أرضه وسمواته وسائر مخلوقاته، ويقص من قصص الماضين وأخبارهم ليستلهم الناس من ذلك الدروس والعبر، ومما جاء في القرآن مما له صلة بالعمران وهندسته قوله تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {النحل:68}.

وقوله: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ {الشعراء:149}.

وقوله: وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ {غافر:36}.

وقوله: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {العنكبوت:41}.

أما عن الكيفية التي تجعل دراسة الهندسة المعمارية عبادة لله تعالى: فراجع الفتويين رقم: 52486، ورقم: 114178، وهذا الحكم نفسه يجري في دراسة العلوم الحياتية التي سألت عنها.

وعما ذكرت من انشغالك عن الدعوة إلى الله عز وجل لأجل الداسة، فراجع الفتويين رقم: 200673، ورقم: 188951، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني