الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجاوزة حد الاعتدال في ذكر الموت يورث الوسواس

السؤال

أشكركم على هذا الموقع أرجوكم عندي سؤال ولا أعرف كيف أتصرف اسأل أهل الدين فى ذلك : أنا أمر بلحظات خوف أفكر دائماً في الموت والآخرة أنا إنسانة مسلمة ومؤمنة بالله ورسوله أقيم جميع واجباتي الدينية والإنسان ليس معصوماً من الخطأ بصراحة أعاني من هذا الخوف ثمان سنين وكل مرة تأتي بطريقة مختلفة . أرجوا ان تساعدونى على الخروج من هذا الخوف .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتذكر الموت والآخرة أمر مطلوب شرعاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أكثروا من ذكر هاذم اللذات، يعني: الموت. رواه أحمد وابن ماجه والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح.
ولكن ذكر الموت والآخرة يكون باعتدال بحيث لا يتجاوز به العبد حده، ويصبح مسيطراً على عقله وتفكيره في كل وقت حتى يعيقه عن أداء واجباته الأخرى ويورثه الوسواس، لأن ذلك من كيد الشيطان كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة وإعراضاً عن كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها، وإن رأى فيه حرصاً على السنة وشدة طلب لها لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها، فأمره بالاجتهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلاً له: إن هذا خير وطاعة والزيادة والاجتهاد فيها أكمل فلا تفتر مع أهل الفتور ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج عن هذا الحد فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر.
فالواجب عليك أختي العزيزة ألا تستسلمي لكيد الشيطان ووساوسه، وعليك بالالتجاء إلى الله تعالى والاستمرار على طاعته وهو بفضله سينقذك مما أنت فيه، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
11500
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني