الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر على فعل المعاصي

السؤال

يقول كثير من الناس عند دعوته للهداية: إن الله لم يشأ لي الهداية أو إن الله لا يريد أن يهديني ، فكيف أرد عليهم من صفة الإرادة والمشيئة لله تبارك وتعالى ؟ جزاكم الله كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:-
الرد على هؤلاء سهل وهو أن يقال لهم إن الله تعالى هدى الإنسان النجدين وجعل له الاختيار ليختار أيهما شاء وأراد منه إرادة شرعية أن يختار طريق الحق والهدى وكلفه بذلك وخاطبه به، ولم يخاطبه ولم يكلفه بما هو كائن في علم الله تعالى وغيبه. وأدلة هذا كثيرة نقلية وعقلية. فمن الأدلة النقلية قول الله تعالى:(لقد خلقنا الإنسان في كبد* أيحسب أن لن يقدر عليه أحد* يقول أهلكت مالا لبدا* أيحسب أن لم يره أحد* ألم نجعل له عينين* ولسانا وشفتين* وهديناه النجدين ) [سورة البلد: 4-10]والنجدان طريق الحق وطريق الباطل. وقال تعالى: ( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) [المزمل:19 ] و قال تعالى: (ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا) [سورة النبأ :22 ] وقال تعالى (إن هو إلاّ ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم ) [التكوير:28] والله سبحانه وتعالى أثبت للعبد في هذه الآيات -وغيرها كثير- مشيئته للعبد في الاختيار ليختار السبيل الذي يحب. والتعلل بأن الله تعالى مشيئته فوق مشيئة العبد وحاكمة عليه تعلل باطل ولذلك لا يتعللون بهذا في أمورهم الدنيوية فلا يوجد منهم من يمتنع عن الأكل والشرب والتداوي بحجة أن الله تعالى لم يرد ذلك ولم يشأه، ومن الحجج العقلية أنه لا أحد يحس بقوة تدفعه وإرادة تقهره على فعل ما لا يريد هو ويشاء ويختار. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني