الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود طاعة الوالدين وكيفية علاج الوساوس

السؤال

أعاني من وسواس بر الوالدين، ومن وساوس فكرية، ومن وساوس دينية، فكيف أتخلص من تلك الوساوس نهائيا؟ وهل الإسلام أمر ببر الوالدين أم بطاعتهما؟ وكيف يستطيع الشخص أن يبر والديه؟ وما هي ضوابط الطاعة؟ ومن هم الذين أمر الله بطاعتهم؟ وهل من حق الابن البالغ اختيار اللبس المناسب والزوجة والوظيفة المناسبة؟ وهل من حق الابن البالغ التصرف في شؤون حياته الخاصة دون تدخل الوالدين؟ وما هو حكم طاعة الوالدين في الحالات التالية: إذا أمروا ابنهم بمعصية، أو بأمر يخالف طاعة الله ورسوله، أو بأمر فيه ضرر، أو أمروا الابن البالغ بطاعة الزوجة أو الأخ أو شخص معين، وقد يأمر هذا الشخص بمعصية أوضرر أو تدخل في الحياة الشخصية للابن البالغ كلبس لباس معين أو الزواج بزوجة معينة أو عمل معين؟ وما هوعلاج الوساوس الفكرية والدينية؟ وما هو مصدرها؟ وما هي طرق الوقاية منها؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك شر الوساوس، واعلم أنّ الشرع قد أمر ببر الوالدين والإحسان إليهما، ومن برهما طاعتهما في المعروف، أمّا إذا أمرا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإذا أمرا بما يضر الولد فلا تلزمه طاعتهما، ولكن الطاعة تكون في الأمور التي ينتفع بها الوالدان ولا تضرّ الولد، فإذا أمرا الولد بالزواج من امرأة لا يرغب فيها أو بلبس معين أو طعام معين لا يحبه، فلا تلزمه طاعتهما في ذلك، قال ابن تيمية رحمه الله: لَيْسَ لِأَحَدِ الْأَبَوَيْنِ أَنْ يُلْزِمَ الْوَلَدَ بِنِكَاحِ مَنْ لَا يُرِيدُ وَأَنَّهُ إذَا امْتَنَعَ لَا يَكُونُ عَاقًّا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَهُ بِأَكْلِ مَا يَنْفِرُ عَنْهُ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى أَكْلِ مَا تَشْتَهِيهِ نَفْسُهُ كَانَ النِّكَاحُ كَذَلِكَ وَأَوْلَى، فَإِنَّ أَكْلَ الْمَكْرُوهِ مَرَارَةً سَاعَةً وَعِشْرَةَ الْمَكْرُوهِ مِنْ الزَّوْجَيْنِ عَلَى طُولٍ يُؤْذِي صَاحِبَهُ كَذَلِكَ وَلَا يُمْكِنُ فِرَاقُهُ.

وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.

واعلم أنّ علاج الوسوسة يكون بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، ومّن أعظم ما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني