الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قال الله تعالى : ( فإن بغت إحاهما على الآخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفىء إلى أمر الله ) فمن هم البغاة ؟ وهل يجب قتالهم ؟ وما الفرق بين قتالهم وقتال الكفار ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فأهل البغي هم: طائفة من المسلمين يخرجون على الإمام، ولهم قوة وشوكة ومنعة، ويخالفون بعض أحكام المسلمين بالتأويل، ويظهرون على بلدة من البلاد. انتهى. من تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق. وأما عن قتالهم ففي الفتاوى الهندية: فإن كان ذلك بظلم السلطان في حقهم فينبغي ألا يظلمهم، وإن كان لا يمنع من الظلم وقاتلت تلك الطائفة السلطان، فلا ينبغي للناس أن يعينوا السطان، وإن لم يكن ذلك لأجل أنه ظلمهم، ولكنهم قالوا: الحق معنا وادّعوا الولاية، فللسطان أن يقاتلهم وللناس أن يعينوه، كذا في السراجية. اهـ. وقال الخرقي في مختصره: وإذا اتفق المسلمون على إمام، فمن خرج عليه من المسلمين يطلب موضعه حوربوا ودفعوا بأسهل ما يندفعون به. اهـ وأما عن الفرق بين قتالهم وقتال الكفار فالفروق كثيرة ومنها: أنه لا يتبع مدبرهم ولا يجهز على جريحهم ولا تسبى نساؤهم وذراريهم ولا تغنم أموالهم ولا يقتل أسراهم، ويغسلون ويكفنون ويصلى عليهم ويدفنون في مقابر المسلمين وغير ذلك. قال الخرقي في مختصره: وإذا دفعوا لم يتبع مدبرهم ولا يجاز على جريحهم ولم يقتل لهم أسير، ولم يغنم لهم مال ولم تُسب لهم ذرية، ومن قتل منهم غسل وكفن وصلي عليه. اهـ. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني