الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نبذة عن الإمام النووي رحمه الله

السؤال

أسأل الله تعالى أن يحفظكم من كل السوء، وأن يوفقكم إلى ما يحبه ويرضاه. أريد أن أعرف نبذة عن الإمام النووي رحمه الله فهل بإمكانكم تزويدي بمعلومات وافية عنه، ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالإمام النووي رحمه الله هو محيي الدين بن شرف بن حسن بن حسين بن جمعة بن حزام الحازمي، العالم محيي الدين أبو زكريا النووي الدمشقي، الشافعي شيخ المذهب، وكبير الفقهاء في زمانه، ولد بنوى سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وبلده نوى قرية من قرى حوران بالشام، قدم دمشق سنة تسع وأربعين وستمائة، وقد حفظ القرآن، فشرع في قراءة كتاب التنبيه، فيقال إنه قرأه في أربعة أشهر ونصف، وقرأ ربع العبادات من المذهب في بقية السنة، ثم لزم المشايخ تصحيحاً وشرحاً، فكان يقرأ في كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ. ثم اعتنى بالتصنيف، فجمع شيئاً كثيراً، منها ما أكمله ومنها ما لم يكمله، فما كمل شرح مسلم والروضة والمنهاج ورياض الصالحين والأذكار والتبيان وتحرير التنبيه وتصحيحه، وتهذيب الأسماء واللغات وغير ذلك، ومما لم يتممه، ولو كمل لم يكن له نظير في بابه، شرح المهذب الذي سماه المجموع، وصل فيه إلى كتاب الربا، فأبدع فيه وأجاد وأفاد وأحسن الانتقاد، وحرر الفقه فيه في المذهب وغيره، وحرر الحديث على ما ينبغي والغريب واللغة وأشياء مهمة لا توجد إلا فيه. وقد كان الإمام النووي رحمه الله على جانب من الزهادة والعبادة والورع والتحري، وكان لا يضيع شيئاً من أوقاته، وحج في مدة إقامته بدمشق، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، توفي في ليلة أربع وعشرين من رجب سنة خمس وسبعين وستمائة، هذه جملة مما ذكره الحافظ ابن كثير في ترجمته له في كتاب البداية والنهاية، الجزء الثالث عشر صفحة: 278 فما بعدها. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني