الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا متزوج، وأعاني من سحر منذ 12 سنة أي قبل شهر من زواجي وقد أصبت بأقدامي، لدرجة عدم المشي، أو الوقوف مع آلام مزمنة ما منعني من العمل نهائيًا، وأرق في النوم يصل بعض الأحيان إلى سبعة أيام، بدون نوم، وعندما أنام لا أتجاوز ساعتين، ولكن أحمد الله، وأسأله أن تكون مغفرة للذنوب، وليس هذا ما يؤرقني، أو يضر نفسيتي، بل هناك أمران أكاد لا أتحملهما، ولا أستطيع التعايش معهما.
الأول نفور وكره أشعر به داخلي لزوجتي بغير وجه حق، والثاني كنت طوال هذه المدة أشعر في كثير من الأحيان أني أخرج من جسدي، وكأني فاقد للوعي، وغير مدرك لما يحدث في محيطي، وقد يستمر هذا لدقائق، أحيانًا أو لساعات، وعندما ينتهي تكون هذه الساعات بالنسبة لي كأنها لحظة، وفي هذه السنة الأخيرة ألاحظ عندما (أستفيق أو أعي) علامات لارتكابي لمعصية ما في الأصل أنا أكرهها أو أني أسأت لأهلي بكلام، أو فعل عكس طبيعتي كليًا، وهذان الأمران يجعلاني، أعاني نفسيا لدرجة لا يعلمها إلا الله، وأخاف أن تتراكم عليّ الذنوب بسبب ذلك، أمضيت خمس سنوات الأولى في مستشفيات عدة محاولًا تشخيص سبب جميع هذه الأعراض المرضية، ولكن الأطباء وعددهم فوق المائة عجزوا عجزًا تامًا عن تشخيص سبب الأعراض، وآخر كلام يقولونه وهو أنهم يرون العلامات الخارجية في قدماي تدل على أني أتألم لكن الأجهزة لا تشير لوجود مرض، ومسألة قلة النوم وصفوا لي أقوى الأدوية المخدرة، ولا تأثير لها عليّ لدرجة أنهم لم يصدقوا أني أتناوها فطلبوا مني أن أدخل المستشفى مدة شهر، وعندما اكتملت المدة قال لي رئيس الأطباء بالحرف: إنه مع حالتي سينزع لباس الطب، وأن 29سنة التي أمضاها في اختصاص الجهاز العصبي والدماغ لم ير حالة كهذه، وأنه من المستحيل أن يقاوم دماغ بشري ذلك الكم من الأدوية المخدرة، وأعطاني ملفي، وقال الله يشفيك، وعيناه أرى الدمع فيها، ولهذا ولأسباب أخرى كثيرة أيقنت أن الأمر يتعلق بسحر والله أعلم أحاول مداومة الرقية والعسل والحبة السوداء، والأمر بإذن الله كن فيكون.
سؤالي كيف أفعل بما أرتكبه من معاصي، و أنا لا أدرك أنا حائر ونفسيتي محطمة تمامًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج همك، وينفس كربك، ويشفيك شفاء تامًا لا يغادر سقما. ونوصيك بكثرة الدعاء، فالذي يفرج الهم ويكشف الكرب هو الله، فهو القائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

ونرجو منك التركيز على أدعية الهم والكرب، وكذا الأدعية المتضمنة لسؤال الله عز وجل العافية، ويمكنك الاستفادة من الفتويين 70670، 221788.

وإذا كان الأمر على ما ذكرت من عجز الأطباء عن تشخيص هذا الداء، ووصف علاج له فيمكن أن يكون سحرًا وخاصة مع ما قلته من نفورك من زوجتك، فعليك بالاستمرار في الرقية الشرعية، وتلاوة القرآن، والمحافظة على الأذكار، وخاصة في الصباح والمساء، مع ما أسلفنا من الدعاء عسى الله أن ييسر لك فرجا قريبا بإذنه سبحانه.

وما ذكرته من ارتكاب معاص في حالة من فقدان وعي قد يكون مجرد توهم لا أساس له من الصحة، وعلى فرض وقوعه فإن العقل مناط التكليف، فما تفعله وأنت في حالة عدم وعي لست مسؤولا عنه ولا يقع عليك بسببه إثم، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني