الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التدرج في طلب العلوم الشرعية

السؤال

أنا أريد أن أكون عالما، وأردت طلب العلم على الرغم من ضيق وقتي؛ لأنني أدرس الدراسات العليا، لهذا بدأت بحفظ القرآن الكريم، لكن لديَّ همّ، ما هي منهجية طلب العلم؟ أأتعلم اللغة العربية، وعند إتقانها أذهب للحديث؟ أم أبدأ بالعقيدة، وعند الإتقان أذهب لعلم آخر؟
المرجو الإرشاد بأيِّ العلوم أبدأ بعد حفظ القرآن؟ وهل أتقن علما، ثم أذهب لآخر، لكي لا يتفلَّت مني؛ نظرا لضيق وقتي، وعدم قدرتي على الجلوس لدى المشايخ؟
وكيف كان العلماء الكبار يطلبون العلم؟ لأن الإمام الشافعي حفظ القرآن، ثم السنة من الموطأ، ثم تفقّه عند الإمام مالك.
سؤالي الثاني هو عن دعاء ذي النون. هل إذا دعي به، ودعي بعده بدعاء آخر من أمور الدنيا أو الآخرة، فهو متحقق أو مستجاب لا محالة؟ وإن كان لا، فما معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- عندما يقول: استجيب له، أو استجاب الله له؟
وشكرا جزيلا، وبارك الله لكم، وجزاكم بفسيح جناته.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يشرح صدرك للعلم، وأن يجعلك من حملته، والعاملين به، ثم إن الأَولى -أخي الكريم- أن تتدرج في طلب العلوم الشرعية، بحيث تأخذ قدرا من كل علم، بادئا بالأهم فالمهم -لا سيما أن في كثير من العلوم واجبات يجب على المكلف أن يعرفها- قبل أن يتخصص، وبعد ذلك يمكن أن تتخصص في الفن الذي يناسبك، بعد أخذك قدرا كافيا في مجالات العلوم الشرعية.

وأما طريق البدء ومنهجيته: فتختلف باختلاف الأحوال، والأصل تلقي العلم على الأشياخ، وقد سبق أن ذكرنا في الفتويين: 211543، 211990 منهجية طلب العلم.

وراجع أيضا الفتوى: 412687 وهي بعنوان" نصيحة لطالب العلم "

أما عن منهج علماء السلف الصالح في طلب العلم، فهذا لايتسع المقام للحديث عنه, وننصحك بمراجعة كتاب "من هدي السلف في طلب العلم" المؤلف: أبو ياسر محمد بن مطر بن عثمان آل مطر الزهراني، وهو موجود في المكتبة الشاملة الإلكترونية.

وأما السؤال الثاني، فنرجو إفراده في سؤال خاص؛ حتى تتم الإجابة عنه، كما هي سياسة الموقع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني