الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أسلم والد زيد بن حارثة؟

السؤال

هل كان والد زيد بن حارثة -رضي الله عنه- صحابيا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حارثة بن شراحيل، والد زيد بن حارثة. قد جاء ذكره في الصحابة -رضوان الله عليهم- مع الاختلاف في صحة ذلك.

قال أبو نعيم في معرفة الصحابة: حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ امْرِئُ الْقَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ النُّعْمَانِ الْكَلْبِيُّ، أَبُو زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَالِبًا لِابْنِهِ زَيْدٍ، فَأَسْلَمَ. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الدِّمَشْقِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي أَيُّوبَ بْنِ عِقَالٍ، وَهُوَ هِلَالُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ حَارِثَةَ عَمُّ زَيْدِ بْنِ أَبِي عِقَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا أَبَا حَارِثَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة: روى ابن منده، والحاكم من طريق يحيى بن أيوب بن أبي عقال، حدثنا عمي زيد عن أبيه أبي عقال وهب بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن أبيه أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أباه حارثة بن شراحيل إلى الإسلام؛ فأسلم. قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ورويناه في فوائد تمام في نحو ورقتين، ورجال إسناده مجهولون من يحيى إلى زيد بن الحسن بن أسامة، والمحفوظ أن حارثة قدم مكة في طلب ولده زيد فخيره النبي صلى الله عليه وسلم، فاختار صحبة النبي صلى الله عليه وسلم. وسيأتي ذلك في زيد: ولم أر لحارثة ذكر إسلام إلا من هذا الوجه. انتهى.

وجاء في شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: وروى ابن منده في المعرفة، وتمام في فوائده عن زيد، عن أبيه حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام، فأسلم، قال ابن منده، غريب لا نعرفه إلا من هذه الوجه. قال في الإصابة: والمحفوظ أن حارثة قدم مكة في طلبه، فخيره صلى الله عليه وسلم، فاختاره ولم أر لحارثة ذكرا بإسلام إلا من هذا الوجه انتهى. قلت: إن صح الخبر، فهذه قدمة ثانية قدمها حارثة بعد البعثة؛ لتفقد ولده، فهداه الله، فأسلم بدليل ذكرهم كلهم له في الصحابة بهذا الخبر، وإن استغربوه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني