الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصة لم تثبت عن سلمان الفارسي

السؤال

أريد معرفة صحة رواية سمعتها من أخ: أن سلمان -رضي الله عنه- كان يقرأ: الحمد، الهمد. فقالوا للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن الهمد من سلمان، أحب إليَّ من الحمد. هذا معنى الحديث، وليس لفظه. فهل هذا صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على أصل لحديث بمثل هذا المعنى.

وعلى كل حال: فقد وصف بعضهم سلمان -رضي الله عنه- بشدة العجمة، وأنكر ذلك بعض العلماء.

جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي: مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمانَ: عَنْ أبِيهِ، عَنْ أبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ: أنَّ سَلْمانَ كانَ لاَ يُفْقَهُ كَلاَمُهُ مِن شِدَّةِ عُجْمَتِهِ. قالَ: وكانَ يُسَمِّي الخَشَبَ خُشْبانَ. تَفَرَّدَ بِهِ: الثِّقَةُ يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ عَنْهُ.

وأنْكَرَهُ أبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُتَيْبَةَ -أعْنِي عُجْمَتَهُ- ولَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا، فَقالَ: لَهُ كَلاَمٌ يُضارِعُ كَلاَمَ فُصَحاءِ العَرَبِ.

قُلْتُ: وُجُودُ الفَصاحَةِ لاَ يُنافِي وُجُودَ العُجْمَةِ فِي النُّطْقِ، كَما أنَّ وُجُودَ فَصاحَةِ النُّطْقِ مِن كَثِيرِ العُلَماءِ غَيْرُ مُحَصِّلٍ لِلإعْرابِ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني