الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصميم وبيع كراريس قد يستعملها الكفار في أمور محرمة

السؤال

أنا أصمم الكتب القليلة المحتوى؛ كالكتب الدراسية للأطفال، والكراريس، وأبيعها على أمازون. هذه الكراريس خاصة بالأساتذة والتلاميذ. المشكل هو أنه في بلاد الغرب يدرسون يوم الجمعة، ويعملون فيه، وهذه الكراريس عندما أصممها يجب أن أصممها لجميع الأيام، ومن بينها يوم الجمعة.
علما أن المشترين كفار، وممكن يكون من بينهم مسلمون، ولكن حسب ظني أكثر المشترين كفار، وأيضا أخاف أن يتخذوها لكتابة الموسيقى أو أشياء محرمة؛ سواء الأساتذة أم التلاميذ.
سؤالي هو: هل يجوز لي تصميم هذه الكراريس، وبيعها، حتى ولو فيها يوم الجمعة، ومن الممكن استعمالها في أشياء أخرى محرمة؛ ككتابة الموسيقى؟
أنتظر جوابكم. أرجوكم أجيبوني لأنني بحاجة إلى الجواب.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته لا يمنع تصميم تلك الكراريس وبيعها، ولو لغير المسلمين، وإن استعملوها فيما لا يجوز، فلا يلحقك إثم بسبب ذلك؛ لأن الكراريس الغالب استعمالها في المباح.

وأما كونها قد تستعمل يوم الجمعة؛ فهذا لا حرج فيه، والجمعة كغيرها من الأيام، لا يحرم العمل فيها، وانما منع الشارع عن البيع والشراء، وما يشغل عن السعي للجمعة في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الجمعة:9}.

وعلى كل، فلو وقعت ممن يشتري تلك الكراريس مخالفة، فهو من يتحمل وزرها. وبالتالي؛ فلا حرج عليك في تصميمها وبيعها، وليس في ذلك إعانة على الحرام، لا مقصودة، ولا مباشرة.

وللفائدة انظر الفتوى: 312091.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني