الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما هي أسس فلسفة ابن الراوندي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ابن الرِّيوَندي أو ابن الراوندي هو أحد الفلاسفة الذين رموا بالإلحاد. قال ابن الجوزي: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري. ونص شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى على أنه زنديق. وقال الذهبي في السير: ابن الراوندي الملحد. وقد ذكر إلحاده الغزالي في الإحياء( 1/ 101)، ونقض عليه ابن تيمية في مواضع من نقض التأسيس. ولقد وافق الدهرية في قولهم بقدم العالم، وألف كتابا سماه: التاج في قدم العالم.

وقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: كان ابن الراوندي يزعم أن الكفر هو الجحد والإنكار والستر والتغطية، وليس يجوز أن يكون الكفر إلا ما كان في اللغة كفرا، ولا يجوز إيمان إلا ما كان في اللغة إيمانا، وكان يزعم أن السجود للشمس ليس بكفر، ولا السجود لغير الله كفر، ولكنه علم على الكفر، لأن الله بين أنه لا يسجد للشمس إلا كافر.

ومذهب ابن الراوندي في الإيمان هو مذهب المرجئة الذين يجعلون الإيمان هو مجرد التصديق، ويخرجون العمل عن مسمى الإيمان، وهذا ظاهر في النقل السابق عن ابن تيمية، وطريقة ابن الراوندي الإرجائية هي طريقة بشر المريسي، وهؤلاء يقولون: إن الإيمان هو التصديق، لأن الإيمان في اللغة هو التصديق، وما ليس بتصديق فليس بإيمان، ويزعمون أن التصديق يكون بالقلب واللسان جميعا.

ويقال إن ابن الراوندي افترى على موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام أنه قال: تمسكوا بالسبت.

ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن الراوندي أنه قال: اختلف الفقهاء في الغناء هل هو حرام أو حلال؟ وأنا أقول إنه واجب. ومعلوم أن هذا ليس من أقوال علماء المسلمين.

ولابن الراوندي ترجمة مظلمة في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي، فراجعها في صفحة 59 الجزء 14.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني