الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في فرع إسلامي لبنك ربوي

السؤال

السلام عليكم،
أنا أعمل في مصرف أبوظبي الإسلامي في قسم التمويل (المرابحة) منذ 3 سنوات و لكن لدي الآن عرض مغر جداً للعمل لدى قسم التمويل الإسلامي (الأمانة) في بنك ربوي عالمي (HSBC) وهذا القسم الإسلامي لديه 11 فرعاً على مستوى العالم كلها تابعة لهذا البنك الربوي مع العلم بأنه تحت إشراف نخبة من علماء فقه المعاملات الإسلامية، فقبولي لهذه الوظيفة سيمكنني من تحسين وضعي المادي بشكل كبير بالإضافة إلى كون هذه الوظيفة لها مركز اجتماعي مرموق في المجتمع و لها مميزات ممتازة يحلم بها أي شخص.
لقد حصلت على عروض ممتازة لوظائف في بنوك ربوية من قبل ولكني رفضتها جميعها لأنني لا أريد الحرام فأنا مؤمن بأن التمويل الإسلامي حلال و بديل جيد للبنوك الربوية، فأنا أتمنى بأن تتخلص الأمة الإسلامية من البنوك الربوية، أعلم أن ذلك صعب ولكنه ليس مستحيلاً، إن نيتي و هدفي إذا قبلت العمل في ذلك البنك هي محاولة تخليص الناس من البنوك الربوية و التعامل مع البنوك الإسلامية من خلال توعيتهم بآلية العمل المصرفي الإسلامي، و بناء على تلك الأفكار و النوايا التي بداخلي أريد رأيكم في هذه المسألة، هل أقبل هذه الوظيفة أم لا؟ على اعتبار أنني سأحصل على راتبي أساساً من بنك ربوي. و جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان فرع المعاملات الإسلامية في البنك المذكور يسير في تعاملاته وفق ما تقرره اللجنة الشرعية المشرفة عليه، فلا مانع من العمل فيه، بشرط أن تكون هذه اللجنة ذات ثقة قوية مأمونة، وأن يكون عمل هذا الفرع منفصلا عن عمل البنك الربوي، وراجع في هذا الفتوى رقم: 8227، 47194.

علما بأنه لا يستحيل أن تتحول البنوك الربوية إلى بنوك إسلامية، أو أن تكون للبنوك الإسلامية السيطرة والهيمنة، إذ الإسلام هو الأصل في التعامل المصرفي، والبنوك التجارية طارئة عليه، فكيف يستحيل إلغاء الطارئ وإعادة الأصل! إن ثقتنا في الله تعالى وتوكلنا عليه سببان رئيسان في عودة الدين إلى أهل الأرض. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد: 11}. فكما امتلأت الأرض فسادا بمعاصي بني آدم، فالنتيجة الحتمية للعودة إلى الإسلام أن تمتلئ الأرض عدلا وصلاحا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني