الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يستعمل ماء زمزم في مواطن الامتهان

السؤال

أحيانا يهدي أصدقاء لنا بعضا من ماء زمزم في. زجاجة وتكون الزجاجة غير مملوءة (أي ناقصة), وتبدو الزجاجة كأنها شرب منها مباشرة دون استخدام كوب. وبذلك فإننا لا نستطيع استخدام هذا الماء المشروب منه مباشرة, كما نكون في حرج من رفض الهدية وردها للأصدقاء. بل نلجأ إلى سقي الحشائش بها في حديقة منزلنا. فهل عدم استخدام هذا الماء بل تفريغه في الحديقة لسقاية الزرع حرام شرعا ؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص كثير من الفقهاء على كراهة استعمال ماء زمزم في مواضع الامتهان. كأن تزال به النجاسة، أو يراق في محل نجس مثلا. قال البهوتي في كشاف القناع: (و) كذا يكره ( استعمال ماء زمزم في إزالة النجس فقط).اهـ. وعلة الكراهة أنه ماء معظم مبارك. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضله، فمن ذلك: ما روه الطبراني في معجمه الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم. والحديث صحيح. وفي مسند الإمام أحمد وسنن ابن ماجه وغيرهما عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له. وهو صحيح إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة. وقال ابن القيم: هو سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمنا وأنفسها عند الناس وهو هزمة جبريل وسقيا إسماعيل. وعليه فإذا كانت الحشائش التي سقيت به نجسة كره ذلك، وإلا فلا كراهة . وعلى كلا التقديرين فبما أنك فعلت بالماء المذكور ما فعلت لكونك ترين أنه قد شرب منه مباشرة، مما أدى إلى تقززك منه أو أنه أصبح غيرصحي فلا نرى بأسا بما فعلته. فقد ورد حديث رواه مالك في الموطأ والترمذي في الأشربة عن أبي سعيد وصححه ولفظهما: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النفخ في الشراب، فقال رجل: القذاة أراها في الإناء؟ قال: أهرقها قال: فإني لا أروى في نفس واحد؟ قال: أبن القدح عن فيك ثم تنفس. انتهى. ورواه أيضا كذلك البيهقي في الشعب. ومن حكمة هذا النهي الحرص على سلامة الشراب من تأثره بالهواء الذي يخرج من الفم وهو ثاني أكسيد الكربون فإنه ضار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني