الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجهة المخولة بإقامة الحدود

السؤال

أود أن أسأل يوجد لي زميل دائما يقول إن الأفلام الإباحية غير محرمة لأنها غير مذكورة بالقرآن شيخنا يقيم الحد فما الحد في هذه الحالة وهل يحق لي أن أقيم الحد عليه وأنه يقول ما دخل القرآن في حياتنا وأنه يتبع البرفسور اليهود وأنه يؤمن بما يقوله اليهود ولا يؤمن بالقرآن وأنه يقول إنه يوجد عدة شموس في الكون ولا يؤمن أن القرآن قال شمس واحدة هل هذا من المغضوب عليهم؟ هل ممكن أن أخلعه من حياتي؟ وهل أشجع أصدقائي أن يخلعوه من حياتهم؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا السؤال قد تضمن الأمور التالية: 1ـ حكم الأفلام الإباحية. 2ـ قول هذا الشخص إنه يتبع اليهود ويؤمن بما يقولونه ولا يؤمن بالقرآن. 3ـ قوله بوجود عدة شموس. 4ـ هل يحق للسائل أن يقيم الحد على من ذكر؟ 5ـ وهل يخلعه من حياته، ويشجع الأصدقاء على فعل مثل ذلك معه؟.

فبالنسبة للسؤال الأول: فقد ذكرنا في فتاوى سابقة حرمة الأفلام الإباحية، ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 3605 . وقد علمت منها دليل تحريم هذه الأفلام من القرآن والسنة. وقول هذا الشخص إنه يتبع اليهود ويؤمن بما يقولونه ولا يؤمن بالقرآن كفر صريح مخرج من الملة، والعياذ بالله.

وقوله بوجود عدة شموس لا نستطيع تصديقه ولا تكذيبه، فقد قال به أهل الفلك. يقول أحدهم: إن مجرتنا هذه ذات المائة ألف مليون شمس، ليست هي المجرة الوحيدة في هذا الكون الشاسع، بل توجد مجرات أخرى تحتوي على عدد مماثل من هذه الشموس في كل مجرة، ويبلغ عدد هذه المجرات حوالي 100 مليون مجرة. ولم نجد في الكتاب أو السنة ما يصدق هذا أو يكذبه.

وعما إذا كان يحق للسائل إقامة الحد على من ذكر، فنقول: إن ذلك ليس له، فلا يحق لأحد أن يقيم الحد إلا السلطان أو نائبه. قال في المغني: إذا لم يكن أمير الجيش الإمام أو أمير إقليم فليس له إقامة الحد... ويؤخر حتى يأتي الإمام لأن إقامة الحدود إليه..

وأما خلع هذا الشخص ومقاطعته، فإذا عرفتم أنكم لا تستطيعون إقناعه بما هو صواب، فالواجب مقاطعته والبعد منه، خوفا من أن يسري كلامه إلى ضعفاء العقول فيتأثروا به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني