الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطباع الرجل دون المرأة في طواف القدوم والعمرة

السؤال

سيدي الكريم... في الحج لماذا الرجل يكون كتفه مكشوفا للناس ألا يثير هذا بعض النساء، وهذا السؤال من امرأة تحاول أن تتعرف على الإسلام وهي مسيحية؟ ولكم من الله التوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالرمل في الطواف هو السرعة في المشي مع مقاربة الخطى، والاضطباع وهو جعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن وطرفيه على الأيسر، ولا ترمل المرأة ولا تضطبع باتفاق الفقهاء، وشرع للرجل دون المرأة لأمور:

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجال أن يفعلوا ذلك دون النساء.

2- أن في الرمل والاضطباع إظهار القوة والقدرة على الجهاد والقتال أمام المشركين لأنهم زعموا أن حمى يثرب -المدينة- قد أضعفت الصحابة فلأجل ذلك شرع في حق الرجل دون المرأة ونحن نفعله تأسياً وتذكراً لذلك الموقف الذي فعله الصحابة وأغاظوا به أعداء الله الكاذبين.

وكتف الرجل ليس بعورة وليس في كشفه فتنة في الأصل وافتتان المرأة بالنظر إليه كافتتانها بالنظر إلى وجه الرجل، بل ربما كان نظرها إلى وجهه أشد فتنة ومع ذلك جاز للرجل كشفه في الطواف وفي غيره، وفي حالة أن تحس بفتنة لو نظرت إليه وجب عليها أن تغض بصرها، لقول الله تعلى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور:31}، وعليها أيضاً أن تطوف خلف الرجال بعيداً عنهم ما أمكن لا مختلطة بهم، فإذا التزمت بهذه الضوابط فإنها تكون قد دفعت عن نفسها الفتنة ولله الحمد.

وليعلم أن كل ما شرعه الله خير، ولكن قد لا يدرك الإنسان وجه الحكمة فيه فعليه أن يسلم للطيف الخبير، قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا {الأحزاب:36}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني