الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوقوع في الشدة لا يبرر التسخط

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته:بعض الشبـاب هـداهـم الله .. ونحن طلاب ندرس في الهنـد.. إذا أغضبهـم أمـر يقولون هـذه العبـارة :النــار أفضـل من الهنــد.. حتى إن أحدهـم يحلف ويقول: والله إن النار أفضل من العذاب هذا.فما هو رأيكم في هذه العباره وقا ئلهـا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فقد يجري على ألسنة بعض الناس أن يقول إذا سخط على مكان أو قع في مأزق: النار أفضل من ‏كذا، أو نار كذا أفضل من جنة كذا؟ والمقصد من ذلك أن أي مكان آخر مهما كان فيه ‏من شدة أفضل من المكان الذي هو فيه، أو أي معضلة أخرى قد تكون أفضل مما حل به. ‏وهذا الأمر لا ينبغي، ولا يجوز التلفظ به، لأن المؤمن إذا وقع في شدة فإنه لا يسأل الله ‏غيرها، ولكنه يسأل الله تعالى أن يكشفها عنه، وأن ييسر له أمره.‏
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد ‏متمنياً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كان الوفاة خيراً لي" متفق ‏عليه.‏
وقال عليه الصلاة والسلام: " لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية". متفق عليه.‏
ثم يجب التنبه إلى أنه إذا كان المقصود نار جهنم فإن مقارنتها بشيء من أنكاد الدنيا ‏وعذابها مخالف للحقيقة من جهة، ومن جهة أخرى فإن فيه خطراً على معقتد المسلم، لأن فيه تكذيب خبر الله وتمنى ما نهى الله عنه وحذر منه أمر خطير على عقيدة المرء.
والحاصل أن على المرء أن يبتعد عن إطلاق مثل هذا اللفظ مهما كانت ‏الأسباب. والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني