الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف النبي بأنه (رجل مثالي)

السؤال

ما هي المثالية؟ وهل نستطيع القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رجل مثالي أم نقول إن النبي بشر يوحى إليه وصل إلى أفضل الأخلاق ؟ ولماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نجد فيما اطلعنا عليه من معاجم اللغة استخداما لهذه الكلمة عند العرب، ويظهر من استعمال الناس لها أنهم ينسبون الشخص إلى المثال بمعنى أنه مثال يحتذى به في كل فضل ووصف محمود، أو أنه يضرب به المثال في كل ذلك، وفي القرآن الكريم ورد قول الله تعالى: إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا {طه:104} أي أفضلهم رأيا وأرجحهم عقلا؛ كما قال المفسرون.

ولا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل البشر، فإذا استخدمت هذه الكلمة للدلالة على هذا المعنى فلا نرى حرجا في ذلك، والأولى أن يوصف بما وصفه به ربه في كتابه؛ كما في قوله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ {الأحزاب:21} أي قدوة صالحة. وكونه أسوة يقتضي اتصافه بأعلى صفات الكمال البشري، وقد كان كذلك صلى الله عليه وسلم .

وأما وصفه بكونه (بشر يوحى إليه) قد جاء به القرآن كما في قول الله تعالى : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ {الكهف: 110}، وكونه قد وصل إلى أفضل الأخلاق فنعم، وقد كان ذلك بتوفيق الله وتسديده، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 75333.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني