الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواب شبهة حول أمية سيد المرسلين

السؤال

لقد أجبتم أن الرسول محمدا (صلى الله عليه وسلم ) كان أميا قبل نزول الرسالة الإلهية وهذا من مقتضيات قبول ونشر الرسالة بين الناس ولقد أثبت القرآن الكريم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) هو كمال مطلق من كل النواحي الأخلاقية والعلمية وغيرها ، وأن صفة الأمية بمعنى عدم القراءة والكتابة هي صفة نقص عند المجتمع (وحاشى رسول الله من النقص) . فكيف يمكن الجمع بين صفة النقص هذه وكمال الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) ؟ هذا ولكم الأجر والثواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأمية التي يعني بها عدم القراءة والكتابة صفة نقص في عصرنا الحالي ومذمومة لأن صاحبها يكون جاهلا.

وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان في مجتمع أمي لا يهتم بالقراءة والكتابة كثيرا، وكان الحفظ عن طريق التلقي سهلا عليهم، وبالتالي فإن أميته صلى الله عليه وسلم لم تترتب عليها صفته بالجهل؛ لأن الله تعالى علمه ما لم يكن يعلم عن طريق الوحي، فقد أرسل إليه جبريل وكان يدارسه القرآن ويأتيه بالجواب عما أشكل عليه، فقد قال الله تعالى: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ {النساء: 113}

وقال تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى {النَّجم:3-5}

وكانت أميته صلى الله عليه وسلم حجة على الكفار الذين زعموا أنه أخذ القرآن من غيره وانقطع بذلك الريب الذي أثاروه في كونه مرسلا من الله.

فقد قال الله تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ المُبْطِلُونَ] {العنكبوت:48} وراجع الفتوى رقم: 78544.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني