الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 1519 ] قصة عوج وعظم خلقه وبيان شأنه

989 - 1 حدثنا أحمد بن محمد المصاحفي ، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ، قال : حدثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، قال : ذكر وهب - رحمه الله تعالى - : أن عوج بن عنق كانت أمه من بنات آدم - عليه السلام - ، وكانت من أحسنهن وأجملهن ، وكان عوج ممن ولد في دار آدم - عليه السلام - ، وكان جبارا ، خلقه الله تعالى كما شاء أن يخلقه ، ولا يوصف عظما وطولا وعمرا ، فعمر ثلاثة آلاف وستمائة ، وكان طوله ثمانمائة ذراع ، وعرضه أربعمائة ذراع ، حتى أدرك زمان موسى - عليه السلام - ، وبني إسرائيل ، وكان قد سأل نوحا - عليه السلام - أن يحمله معه في السفينة ، فقال له نوح - عليه السلام - : " لم أومر بحملك أي عدو الله ، اغرب عني ، فكان زمان الغرق ، الماء إلى حجزته ، وكان يتناول [ ص: 1520 ] الحوت من البحر ، فيرفعه بيده في الهواء فينضجه بحر الشمس ، ثم يأكله ، وكان سبب هلاكه أنه اطلع على بني إسرائيل ، وهم في عسكرهم ، فحرزهم حتى عرف قدره ، وكان عسكرهم فرسخين ، فعمد إلى جبل ، فسلخ منه حجرا على قدر العسكر ، ثم احتمله على رأسه يريد أن يطبقه عليهم ، فأرسل الله عز وجل هدهدا ليريهم قدرته ، فأقبل وفي منقاره حجر من السامور ، فجاب الحجر على قدر رأس عوج ، وهو لا يدري ، ثم ضربه بجناحه ضربة ، فوقع في عنقه ، فأخبر موسى - عليه السلام - خبره ، فخرج إليه ومعه العصا ، فلما نظر إليه موسى - عليه السلام - وبسطته سبع أذرع ، وطول العصا سبع أذرع ، ووثبته إلى السماء سبع أذرع ، فضربه بالعصا أسفل من كعبه ، فقتله ، فمكث زمانا بين ظهراني بني إسرائيل ميتا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية